رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد عاطف يكتب: رسائل التدريب المشترك «سيف العرب»

أحمد عاطف
أحمد عاطف


«إن هذا الشعب يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف لأنه أصبح له درع وسيف».. قالها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فى خطاب ألقاه فى افتتاح الدورة الاستثنائية لمجلس الشعب فى ١٦ أكتوبر ١٩٧٣، المعروف بـ«خطاب النصر»، الذى عرض فيه تفاصيل الحرب مع إسرائيل، ووقائع اجتياز قواتنا المسلحة خط بارليف فى ٦ ساعات، وأكد فيه قدرة صواريخنا من طراز «ظافر» على الوصول لأعماق أعماق إسرائيل.
لم تفارق مسامعى تلك الجملة، خاصة كلمتى «الدرع والسيف»، ولم يقطعها سوى صخب أزيز الطائرات متعددة المهام ثم قذائف المدفعية وتلتهما مجموعات من الدبابات التى اعتادت أذناى عليها فى ساحة العرض العسكرى، للإيذان ببدء المرحلة الختامية للتدريب المشترك لـ٦ جيوش عربية حملت اسم «سيف العرب ٢٠٢٠» على أرضنا بقاعدة محمد نجيب العسكرية «الأكبر فى الشرق الأوسط».
بالطبع لم يكن إطلاق اسم «سيف العرب»- على المناورة المشتركة بين قوات من جيوش مصر والإمارات والبحرين والسعودية والسودان والأردن- مجرد صدفة أو تفكير عابر، فقد سبقت «سيف العرب» قبل عامين «درع العرب» التى استضافتها نفس القاعدة فى نفس التاريخ «نوفمبر» عام ٢٠١٨، وشملت مناورات برية وبحرية وجوية مشتركة، لكل من مصر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن، كما شاركت كل من المغرب ولبنان بصفة «مراقب».
وبالتأكيد أيضًا وضع الدرع قبل السيف له مغذى ورسائل يعرفها العدو قبل الحليف، فجيشنا لا يعتدى، ولكنه يدافع أولًا ويمتلك من قوة الردع ما يجعل الرئيس السادات مطمئنًا فى قبره الآن.
العُرف الجديد للتدريبات
كان لافتًا للنظر أن الضباط المقاتلين الذين بدأوا العرض الميدانى والوضع الطبوغرافى واستراتيجية وملامح التدريب ليسوا سوى ضباط يحملون رتبة ملازم وملازم أول، وهى أول رتبة للضباط بعد تخرجهم فى الكلية الحربية كضباط مقاتلين تحت الاختبار، وما إن همست فى أذن أحد العسكريين بجانبى مستفهمًا عن الأمر، إلا أنه فاجأنى بأنه عُرف أقره وزير الدفاع الفريق أول محمد زكى منذ تقلد المنصب بأن يُقدم التدريبات والمناورات العسكرية، سواء الداخلية أو المشتركة، الضباط حديثو التخرج، فى رسالة بأن الجيش المصرى يبنى قادته المستقبليين ويؤسس لهم من البداية.
قوة عربية مشتركة
ما إن اصطف المقاتل السودانى إلى جانب الإماراتى وشقيقه المصرى وزميليه البحرينى والأردنى، ورغم اختلاف اللكنات العربية لكل منهم وتنوع البشرات، فإن شرحهم العملية العسكرية المشتركة لن تستطيع أن تفرق بين أحد منهم، خاصة أن لغتهم العربية تميزت بالطلاقة والصرامة والدقة التى لا تخطئها المصطلحات العسكرية، وهو ما لخصه اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، بأن مناورة «سيف العرب» أرسلت رسالة أنه آن الأوان لتكوين القوة العربية المشتركة لردع كل عدو طامع.
لماذا التدريبات المشتركة؟
رسائل عدة صدرها هذا التدريب دون ضجيج، فـ«سيف العرب» جاهز لأن يتم إشهاره فى وجه أى تدخل خارجى محتمل مع ازدياد بقع المناطق الساخنة فى الإقليم، وبالتأكيد أسهم فى توحيد المفاهيم بين القوات العربية فى مجابهة العدائيات المختلفة.
حاولت التقصى حول ماهية تكثيف التدريبات المشتركة مع دول عربية وإفريقية وأجنبية وروسية فى توقيتات متزامنة، وعلمت أن الجيش المصرى هو الذى تلقى عروضًا من معظم الدول لإجراء تدريبات مشتركة، سواء على أرض مصر أو فى الخارج، وفى المعظم توضع مقترحات التدريبات فى الخطة السنوية للقوات المسلحة لتتم مناقشتها ومدى جديتها، لكن علاقتنا بجميع الدول وجميع الجيوش على أعلى مستوى من التعامل والصداقة.
مَنْ صنع سيف العرب؟
تقول رواية متواترة إن أول من صنع السيف فى بلاد العرب هو الهالك بن عمر بن أسعد بن خزيمة، فى حين تشير مصادر أخرى إلى أن سعد بن سيل، أول من قام بترصيع السيف بالذهب والفضة.
أما من صنع سيف العرب هذه المرة كمناورة ووضع خططها التدريبية فهو هيئة تدريب القوات المسلحة المصرية، وبالتعاون مع هيئات تدريب الجيوش العربية.