رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تحالف الشر».. اتفاقات جديدة بين قطر وتركيا خلال اجتماعات أنقرة

جريدة الدستور

تواصل قطر الارتماء بين أذرع حليفها الأول تركيا، سعيًا من الطرفين لتنفيذ مخططهما التخريبي لاستهداف دول الشرق الأوسط ومحاولة بسط النفوذ الداعمة لنشر التطرف في بلدان الإقليم، حيث يعقد الجانبان، اجتماع الدورة السادسة للجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية في أنقرة اليوم الخميس، برئاسة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وفي هذا الصدد، قال موقع "foreign brief"، إن العلاقات الثنائية بين البلدين تعمقت خلال السنوات الأخيرة، لا سيما بعد خلافات قطر من دول الخليج بشأن الصراعات الإقليمية في سوريا وليبيا، فضلًا عن العلاقات الدافئة بين أنقرة والدوحة مع طهران، واندلاع المقاطعة الدبلوماسية لقطر منذ عام 2017، ما دفع الإمارة الخليجية إلى متابعة فرص التجارة والاستثمار في تركيا.

وفي العام الماضي، أكملت تركيا بناء قاعدة "خالد بن الوليد" العسكرية في قطر، لتوسيع قدراتها على عرض قوتها في الخليج العربي.

وأشار تقرير الموقع، إلى أنه من المتوقع توقيع عددًا من الاتفاقيات بين البلدين في قطاعات الدفاع والطاقة والتعليم والزراعة.

وأضاف: "من غير المرجح أن يكون هناك تحالف دفاعي كامل، لأن تركيا، التي تنفذ عمليات عسكرية مستمرة في سوريا وشرق البحر المتوسط وليبيا، لن ترغب في المخاطرة بالتزاماتها العسكرية المنهكة بالفعل".

ووفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام القطرية الرسمية، فمن المتوقع أن تشمل اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم الجديدة بين البلدين، التعاون الاقتصادي والاستثماري والصناعي، والتجارة الدولية والمناطق الحرة وإدارة الموارد المائية، والشؤون الإسلامية والدينية وغيرها من مجالات التعاون، حيث سترفع الاتفاقيات الجديدة العدد الموقع بين الجانبين إلى نحو 60 اتفاقية.

ويتم سنويًا توقيع اتفاقيات جديدة خلال اجتماعات اللجنة الاستراتيجية التي تعقد بشكل دوري بين البلدين على أعلى مستوى منذ تأسيسها عام 2014.

وتضاعفت الصادرات التركية إلى قطر ثلاث مرات خلال السنوات الخمس الماضية، واحتلت تركيا المرتبة الرابعة بالنسبة للواردات القطرية خلال النصف الأول من العام الجاري، كما تعد الشركات القطرية ثالث أكبر المستثمرين بمجال المقاولات بالسوق التركي، وتعتبر تركيا الوجهة المفضلة للقطريين سواء للاستثمار أو السياحة.

وعلى المستوى الرسمي، أكد سفير قطر لدى أنقرة، سالم مبارك آل شافي، أن هذه الزيارة ستشهد توقيع العديد من الاتفاقيات في عدة مجالات، منوهًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تخطى ملياري دولار لعام 2019.

وأضاف: "لقد حظيت الشركات التركية بتعاقدات ضخمة لتنفيذ مشاريع البنية التحتية المخصصة للتحضيرات التي يتم الإعداد لها في دولة قطر لاستضافة بطولة كأس العام لكرة القدم في عام 2022، فضلًا عن الاستثمارات المتنوعة التركية، كما تنشط الاستثمارات القطرية في قطاعات العقارات والمقاولات، والسياحة والتصنيع والإعلام فضلًا عن المشاريع التي يمولها رأسمال مشترك بين الجانبين".

بدوره، أكد السفير التركي لدى الدوحة مصطفى كوكصو، أنه سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات الجديدة بين الجانبين، تضاف إلى 52 اتفاقية تم توقيعها سابقًا.

وقال في تصريحات صحفية: "بعد التوقيع على اتفاقيات التعاون الجديدة، من المتوقع أن يتجاوز عدد الاتفاقيات بين البلدين نحو 60 اتفاقية تشمل مجالات عديدة ومتنوعة، منها الاقتصادية والصناعية والثقافية والشؤون الإسلامية، وفي مجال الأسرة، وكذلك التجارة الدولية والموارد المائية".

وحول الجوانب التجارية والاستثمارية، أفاد كوكصو، بأن الشركات القطرية تعد ثالث أكبر المستثمرين في مجال المقاولات بالسوق التركي، مضيفًا: "تعمل أكثر من 179 شركة قطرية في تركيا، ووصل حجم الاستثمارات القطرية إلى ما يزيد عن 22 مليار دولار."

وعن الشركات التركية في قطر، قال السفير التركي: "تنشط في قطر ما يزيد عن 500 شركة تركية تعمل في مجالات حيوية، وتساهم بفعالية في مشاريع البنية التحتية"، لافتًا إلى أن عددًا من الشركات التركية حصلت على تعاقدات بقيمة 1.2 مليار دولار في العام الماضي".

وفي مجال السياحة، أوضح السفير التركي لدى قطر، أن عدد الزائرين من المواطنين القطريين لتركيا بلغ 110 آلاف زائر في العام الماضي، مرتفعًا من 30 ألفًا في عام 2016.

وبينما تواصل قطر وتركيا زيادة أوجه التعاون الثنائي بينهما، توالت العديد من الانتقادات بشأن الصفقات القطرية التركية التي من شأنها بيع مقدرات أنقرة لصالح الإمارة الخليجية، فيما شرعت تركيا في استنزاف أموال الدوحة في محاولة لإنقاذ اقتصادها المتهاوي.

وفي وقت سابق، أفادت صحيفة "Dünya" التركية، أن الملياردير التركي "فيريت شاهينك" وافق على بيع "استيني بارك" أحد أكبر مراكز التسوق في اسطنبول إلى صندوق الثروة السيادي القطري بنحو مليار دولار.

وذكرت الصحيفة التركية، إنه من المتوقع أن يتم الإعلان رسميًا خلال الأيام المقبلة عن بيع "استيني بارك"، الواقع في الجانب الأوروبي من اسطنبول، لشركة قطر القابضة، الذراع الاستثماري لجهاز قطر للاستثمار (QIA).

ووفقًا لما ذكرته الصحيفة، يعد "شاهينك" من بين العديد من رجال الأعمال الأتراك الذين عانوا ماليًا منذ أن اجتاحت أزمة العملة الأسواق المالية في صيف 2018، وقد اتفق مع البنوك على إعادة هيكلة ديون بمليارات الدولارات من العملات الأجنبية، والتي زادت تكلفة سدادها بعد ذلك، حيث سجلت الليرة التركية أدنى مستويات قياسية جديدة مقابل الدولار واليورو.

وفي أكتوبر الماضي، وافقت شركة "جلوبال بورت" التركية القابضة، التابعة لشركة "جلوبال إنفيستميت" القابضة، على بيع حق انتفاع ميناء أنطاليا لشركة "كوتريمينال ويل" القطرية، مقابل 140 مليون دولار.

ووفقا لموقع "سوزجو" التركي، ينتهي حق انتفاع شركة "جلوبال بورت" بالميناء في أغسطس 2028، بعدما قدمته كضمان للبورصة الإنجليزية، لرغبتها في اقتراض 250 يورو بوند (سندات اليورو التي تلجأ لها الشركات لتمويل مشاريعها).

وأوضحت الشركة أنها تخطط لسداد جزء من سندات اليورو البالغة 250 مليون دولار في نوفمبر 2021، بعد بيع حق الانتفاع للشركة القطرية.

وفي مارس 2019، كشفت مجلة "ديفينس بلوج" الأمريكية المتخصصة في الشؤون العسكرية، عن خطة قطر لشراء 100 دبابات قتال تركية رئيسية جديدة تسمى "ألتاي".

وفي أغسطس 2018، وفي محاولة عاجلة من نظام "الحمدين" لإنقاذ أول وأهم حلفائه ضد العرب، عقب الأزمة القطرية، أعلن تميم، توجيه حزمة من المشاريع الاقتصادية والاستثمارات والودائع بما يقارب 55 مليار ريال قطري - 15 مليار دولار أمريكي - دعما للاقتصاد التركي.