رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مات بالسل وكان يعالج الفقراء بالمجان».. الجانب الآخر في حياة إبراهيم ناجي

إبراهيم ناجي
إبراهيم ناجي

كان يميل للشعر العاطفي، ويحب الرومانسية مثل شعراء مدرستة أبولو التي انضم إليها عام 1932، طبيعة بيئته التي شجعته على كتابة الشعر، حيث كان والده مثقفا، من مواليد محافظة المنصورة عام 1898، كاتب وشاعر وطبيب، تدرج في مهنته الطب، حيث عين في وزارة المواصلات، ثم الصحة، ثم وزارة الأوقاف، وخلال العمل في مهنته الطب، كان وكيلا لمدرسة أبولو الشعرية وترأس من بعدها رابطة الأدباء في الأربعينيات من القرن العشرين، إنه إبراهيم ناجي.

بدأ حياته الشعرية بترجمة أشعار لبعض شعراء الغرب منهم الفريد دي موسييه وتوماس مور شعرًا ونشرها في السياسة الأسبوعية، استطاع هو وشعراء مدرسة أبو لو تحرير القصيدة العربية الحديثة من الأغلال الكلاسيكية والخيالات والإيقاعات المتوارثة.

إبراهيم ناجي، درس العروض والقوافي ونهل من الثقافة العربية القديمة فقرأ دواوين فحول الشعر العربي أمثال المتنبي وابن الرومي وأبي نواس وغيرهم، كما نهل من الثقافة الغربية فقرأ قصائد شيلي وبيرون وآخرين من رومانسيي الشعر الغربي فخرجت قصائده شديدة العذوبة، كان إنسانا رقيقا، عاطفيا، عكست أشعاره قمة الرومانسية والحب العذري الصادق؛ حيث كان ينشد في أشعاره أشواق الروح وجلال القيمة.

صدر له العديد من الدواوين دواوينه الشعرية منها:وراء الغمام، ليالي القاهرة، في معبد الليل، الطائر الجريح، وصدرت أعماله الشعرية الكاملة في عام 1966 بعد وفاته عن المجلس الأعلى للثقافة، كما جمع له حسن توفيق مجموعة من القصائد التي لم تنشر، وجعلها في كتاب أسماه: إيراهيم ناجي ـ قصائد مجهولة.

كما له العديد من المؤلفات الأدبية وبخاصة في الفن القصصي منها: مدينة الأحلام، وأدركني يادكتور، وقد أحصى له أحد الباحثين خمسين قصة نشرت في المدة الواقعة بين عامي 1933، 1953م، وإلى جانب هذا له مؤلفات أخرى في مجالات متعددة كعلم النفس، وعلم الاجتماع، وفن التراجم والسير، والخواطر العامة، والترجمات عن الإنجليزية والفرنسية والروسية ذكر ذلك كله الباحث الشاعر عزت محمود علي الدين في رسالته (ظاهرة الاغتراب في شعر إبراهيم ناجي وعبد الله الفيصل).

وكتب الشاعر وديع فلسطين، في مقالة له بمجلة دار الهلال عام 2003، في ذكرى رحيله، قال فيها: عاش ناجي مظلوما حيا وميتا، فعندما أصدر ديوانه الأول هاجمه العقاد وطه حسين، ووصف طه حسين شعره بأنه شعر صالونات. سافر إلى لندن للعلاج، وهناك صدمته سيارة عابرة فنقل إلى مستشفى «سان جورج» وعاد من هناك وهو يعبر عن حالته ببيت من الشعر يقول: «خرجت من الديار أجر همي.. وعدت إلى الديار أجر ساقي.

وأضاف فلسطين خلال مقاله: كان إبراهيم ناجي يعالج الفقراء ويسدد لهم قيمة الدواء من صيدلية "نقولا الحداد" باتفاق بينهما وفقا لما قاله الأخير، وكان هزيل الجسم هاجمه داء السل في فترة من حياته فمات بعدها بأقل من عام، وظلمه بعض أصدقائه، وترددت الإشاعات حول قصائده وأنها كان يفصلها على حسب الراقصات والمغنيات.

وأشار إلى أنه ظلم في ذكرى موته فلن تكتب عنه الصحف والمجلات كما كان ينبغي، واختتم مقاله بقوله: قصيدة الأطلال ظلمت الشاعر فله قصائد في أشد الجمال منها ولكنهم اختزلوا مسيرته في هذه القصيدة وحدها.