سر ارتداء ليلى مراد الفستان الأسود في أول حفل لها

كشف الكاتب الراحل صالح مرسي، صديق الفنانة الراحلة ليلى مراد، المقرب، العديد من الكواليس والذكريات منذ البداية حتى النهاية لحياة الراحلة في كتابه ألفه وسماه باسمها وهو" ليلي مراد" حيث قص كواليس أول حفلة لها في سن التاسعة من عمرها، قائًلا: "كان والد ليلى زكي مراد يحب الفن ويعشق الطرب، وكان دائما يجمع أصدقائه في بيته ليلا يغنون ويلحنون حتى تأثرت ليلى بهم، وفي ذات يوم قال لها صديق والدها ايه رأيك يا ليلى تغنى أمام الفنان محمد عبدالوهاب، فصمت ليلى ورد والدها وقال وايه المانع يا ليلى.

وتابع: "كانت تحب محمد عبد الوهاب جدا، وعندما جاء إلى بيت والدها كانت شديدة السعادة، ولم يكن وحده بل كان معه الدكتور بيضا وايزابيل بيضا، وكانوا الثلاثة أصحاب شركة بيضافون، ودخلت ليلى الغرفة تتعثر في خطاها فتاة صغيرة نحيفة بلا صدر ولا ظهر، نظر إليها المطرب الشاب محمد عبدالوهاب، وقال تحبي تغني ايه يا ليلى، قالت: اغني "ياما بنيت قصر الأماني"، وفي دهشة ارتفع حاجب عبد الوهاب وقال لقد اختارت الدور الصعب.

واستكمل صالح مرسي: أخذ العود وبدأ عبدالوهاب يعزف، وغنت ليلى، وأعجب بصوتها، وقال انت مخبي ازاي ليلى عننا الوقت ده كله، وقال لها والدها الأستاذ مبسوط منك أوي وهنبدأ من بكره بروفات تدريب، وقال والدها لازم نعمل حفلات وبالفعل نظمت أول حفلة لها في يوم مايو عام،193، وقررت ارتداء الفستان الأسود، واستغرب الجميع وسألوها لماذا اللون الأسود قالت " لما ألبس فستان أسود جأبان أكبر من سنى"، وكان الجميع قلقا من نحافتها وسنها الصغير حيث كان شغلهم الشاغل أن تظهر ليلى وكأنها كبيرة، حيث كانت مقاييس الجمال تختلف عن الآن كان الشحم واللحم والاكتناز من علامات الجمال التى تبهر الأبصار وتملأ العيون، ووجدت الست جميلة والدة ليلى الحل في صناعة صدر صناعي وضعته لفتاتها الصغيرة، وتحت الفستان الأسود الذى ارتدته ليلى في تلك الليلة وتحت الفستان العديد من الجونلات التي صنعت أردافا ممتلئة ومستديرة.

ونجحت ليلى وصوتها ملأ المسرح ولم يكن يتوقع أحد أن تكتب مجلة الكواكب عنها وتتصدر الغلاف في العدد اللاحق للحفل، وساد الفرح في البيت بعدما كان في مرحلة توتر وفقر، حيث كان والدها استأجر مسرح رمسيس من الفنان الراحل يوسف وهبي ولم يأخذا أجرا في سبيل أن تغني ليلى.