رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«هنا مدينة الفنون».. حصن القوة الناعمة في العاصمة الإدارية

السيسي
السيسي

قبل عامين ونصف العام، بدأ العمل فى بناء مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة لتكون منبرًا لنشر الوعى والفكر وإعادة هيكلة المنظومة الثقافية فى مصر، فى ظل ما تحتويه من بنية أساسية ومعلوماتية متكاملة لخدمة الثقافة وحماية التراث المصرى.
وعلى مساحة ١٢٧ فدانًا، شيدت سواعد المصريين وعقولهم الصرح الثقافى الجديد، بادئة بنصب إحدى مسلات الملك رمسيس الثانى فى ساحات المدينة، فى لمسة تحمل دلالات لا تخفى عن ارتباط مصر بماضيها العظيم، ورغبتها فى بناء مستقبل لا يقل فى روعته عن تاريخها المجيد.
ويضم الصرح الجديد مكتبة مركزية ذات طابع فنى وثقافى، تحوى مجموعة من الكتب النادرة الخاصة بالحركة التشكيلية المصرية، بالإضافة إلى مقتنيات ورقية ووثائقية فريدة خاصة بكبرى الشخصيات الفنية والثقافية المصرية؛ ومكتبة موسيقية تضم الأرشيف الأوبرالى العالمى للاستماع والاطلاع، إلى جانب ركن خاص للأطفال، لتصبح المكتبة مرجعًا إقليميًا ودوليًا فى مختلف مجالات الفنون.
كما تحوى المدينة قاعات عرض ومسارح وقاعة عرض سينمائى، سيجرى ربطها بالأقمار الصناعية لعرض الحفلات الفنية المختلفة، إلى جانب متحفى العاصمة والفن، وعددًا من المعارض الفنية التى تعرض شتى أنواع الفنون التقليدية والمعاصرة، من رسم ونحت وفنون الجرافيك والتصميم والتصوير والمشغولات الحرفية واليدوية، وكذلك متحف الشمع، الذى يضم مجموعة من التماثيل لكبرى الشخصيات المصرية التى كان لها أثرها وبصمتها فى التاريخ، فى شتى المجالات السياسية والثقافة والأدب والفنون والرياضة.
وإلى جانب ذلك، تضم مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية بيتًا للعود وآخر للموسيقى المعاصرة، للاستمتاع والتدريب على فنون الآلات الموسيقية التراثية والحديثة، بالإضافة إلى دار أوبرا جديدة هى الأكبر فى الشرق الأوسط، وتستوعب قاعتها الرئيسية نحو ٢٢٠٠ شخص، مع مسرحين للدراما والموسيقى.
وتضم المدينة، أيضًا، مسرحًا مفتوحًا يمكن أن يستوعب نحو ١٥ ألف شخص، بهدف خدمة جميع الشرائح المجتمعية بالعاصمة الجديدة، إلى جانب مسرح للدراما يستوعب ١٢٠٠ شخص، ومسرح للموسيقى يستوعب ٧٠٠ شخص، كما تضم عددًا من القاعات مختلفة المساحات لتستوعب ضيوف مصر من مختلف الجنسيات، من بينها قاعة الاحتفالات الكبرى، المجهزة بأحدث التقنيات، التى تستوعب ٢٥٠٠ شخص، والمسرح الصغير الذى يضم قاعتين مجهزتين للعروض الخاصة، بقدرة استيعابية ٧٥٠ شخصًا، إلى جانب مسرح الجيب، الذى يستوعب ٥٠ شخصًا، ومسرح الحجرة.
ومن أجل الشباب، تضم المدينة الجديدة مركزًا للإبداع الفنى لرعاية المبدعين واكتشاف المواهب الفنية، وكذلك مسرحًا للتدريب، وقاعات للتسجيلات الصوتية، وقاعات مسرحية للأدوات الموسيقية والرقص الكلاسيكى والحديث، إلى جانب الغابة الشجرية والمبانى الخدمية وغيرها.
وفى ظل أهمية المدينة الأكبر فى الشرق الأوسط فى مجالها، أثنى الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال جولته بالعاصمة الإدارية، أمس الأول، على ما تضمنته مدينة الفنون والثقافة من إنشاءات وما تحقق على أرض الواقع فى وقت قياسى، وذلك بعد اطلاعه على الموقف التنفيذى لمشروعاتها، واستماعه إلى تطورات العمل بها.
وأشاد بما يعكسه مستوى الأداء الإنشائى والهندسى لمدينة الفنون والثقافة من تناغم بين مختلف مؤسسات الدولة المعنية، مؤكدًا أن الشعب المصرى ينظر بعين التقدير للجهود الكبيرة المبذولة فى مثل هذه المشروعات العملاقة، فى إطار تطلعه إلى استكمال مسيرة البناء والتنمية، التى تتطلب تكاتف الجهود من أجل تحقيق آمال المصريين فى مواكبة سير الحضارة والعبور بوطنهم وبالأجيال الحالية والقادمة إلى مستقبل وواقع متطور على أساس من العلم والتخطيط الدقيق وأعلى درجات التنفيذ وجدارة الأداء.