رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر فى القرآن.. وفى أدبيات الإخوان


فمصر ليست سوريا أو تونس أو ليبيا.. مصر يا إخوان الشيخ حسن وقطب ومشهور وشكرى مصطفى والقرضاوى وعاكف وباكينام.. عصية على الأخونة.. والدليل تلك اللطمة التى وجهها لكم الشعب وجيشه وشرطته فى 30 يونيو.. فبأى وجه بعد ذلك تريدون العودة للحكم أو التصالح مع الشعب قبل إعلانكم التوبة والمغفرة؟

«أنا إخوانية مش مصرية».. د. باكينام الشرقاوى ــ المستشار السياسى لبسم النبى حارسه وصاينه الرئيس المعزول ــ «طز فى مصر.. وأبومصر.. واللى فى مصر». محمد مهدى عاكف ــ المرشد السابق لجماعة الإخوان ــ أما أخونا محمد مرسى فكان كرمه زايد شويتين حينما أبدى استعداده للتنازل عن حلايب وشلاتين للأخ عمر البشير والأخ حسن الترابى.. لا وإيه..

كمان تآمر على بيع 40٪ من أرض الفيروز! هذا غيث من فيض فى أدبيات «الإخوان» عن الوطن الغالى.. يعنى بصريح العبارة.. مصر شعباً وأرضاً لا تهم الجماعة لا من قريب أو من بعيد. أما فى القرآن الكريم فيقول عنها رب العزة جل شأنه: «فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».. سورة يوسف «الآية 99».. ويقول عنها الحبيب المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم ــ: «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جنداً كثيفاً فذلك الجند خير أجناد الأرض.. فقال أبوبكر الصديق ــ رضى الله عنه وأرضاه ــ لما يا رسول الله؟.. فقال الحبيب: لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم الدين. وينصح الحجاج بن يوسف الثقفى طارق بن عمرو حين ولى حكم مصر فيقول: هم ــ أهل مصر ــ إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه «السيسى».. وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه «مرسى وإخوانه».. فاتق غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم.. وانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض.

وخلال كلمات قليلة ومعبرة يقول البابا كيرلس مخاطباً المحتل الإنجليزى: «إذا كان موت الأقباط سيحرر مصر.. فليمت الأقباط وتحيا مصر».. ويقول البابا شنودة «إن مصر وطن يعيش فينا.. وليس وطنا نعيش فيه».. أما الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول: «من يقول عن مصر إنها أمة كافرة؟.. فمن المسلمون؟!.. ومن المؤمنون؟.. مصر التى صدرت الإسلام للدنيا كلها.. صدرته حتى إلى البلد التى نزل فيها الإسلام.. أنقول عنها ذلك؟!.. إنها مصر.. وستظل مصر دائماً رغم أنف كل حاقد أو حاسد أو مُستغل أو مستغل أو مدفوع من خصوم الإسلام هنا أو فى الخارج.. إنها مصر وستظل دائماً». وبإحساس ممزوج بوطنية العظماء.. يقول شاعر النيل حافظ إبراهيم قصيدة «مصر تتحدث عن نفسها».. «أنا إن قدر الإله مماتى.. لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى.. ما رمانى رام وراح سليماً من قديم.. عناية الله جندى كم بغت دولة علىَّ وجارت ثم زالت وتلك عقبى التعدى. إننى حرة كسرت قيودى.. رغم أنف العدا وقطعت قيدى. عزيزى القارئ.. هذه هى مصر فى القرآن الكريم وسنة نبيه محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ وكثير من خلقه الأتقياء والحكماء والشعراء وغيرهم.. وهذه أيضاً مصر وقيمتها عند جماعة الإخوان.. فإذا كانوا يكرهون مصر ويتآمرون على شعبها مع أمريكا وتركيا وقطر وحماس على النحو الذى تابعناه جميعاً.. فلماذا يقيمون فيها؟!.. يا معشر الإخوان.. إن مصر التى حاولتم التفريط فيها باتت تلعن سلوكياتكم.. وإن شعبها الذى حاولتم وتحاولون استعباده «500 عام» بالإرهاب والقتل والترويع والخيانة.. لم يعد يثق فيكم.. ونصيحتى لكم يا إخوان البنا «فرع مصر» أن تفيقوا من غفلتكم وتسارعوا بتمصير أنفسكم أفضل لكم ولمن تعولوا..

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.