رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الأرشيف.. «الأبنودي» يكشف سر الخلاف مع عبد الحليم حافظ حتى وفاته

الأبنودي و عبد الحليم
الأبنودي و عبد الحليم حافظ

تغنى عدد من المطربين من أشعار عبد الرحمن الأبنودي، أمثال المطرب الراحل عبد الحليم حافظ، والفنان علي الحجار، والمطرب الراحل محمد رشدي، وغيرهم، لكنه كان يرى أن أهم أشعاره هي التي غناها بنفسه.

وفي حوار له بمجلة "أدب ونقد" بعددها رقم 11 والصادر بتاريخ 1 فبراير 1985، كشف قائلا: "أهم أشعاري هي التي غنيتها بنفسي.. أي هي الأشعار التي أقف بين الناس لأؤديها.. فهذه هي التي جعلت من الأبنودي الصوت الخاص في الشعر، أما عن الأغنيات مهما كان النص حسنا لا نحكم عليه بمقاييسنا عن الشعر ولكن الحكم ينحصر في كونها أغنية وهي فن آخر مستقل تماما عن فن الشعر، وليس بعيدا عن الحقيقة أن الأغنية من وجهة نظري فن تجاري، والأغنية هي المسئولة عن طبع دواويني الشعرية، وأظن أنني نجحت في وضع مسافة كافية بين الشاعر وبين مؤلف الأغنية منذ وقت مبكر، ثم أن أغنياتي التي كتبتها قليلة ولكنها كيفيا استطاعت أن تبرز وأن تظهر".

وتابع: "أنا لم أحارب في مجال الشعر كما حوربت في مجال الأغنية، ففي مجال الشعر الحرب بالأساس سياسية بيني وبين السلطات الأدبية العقيمة، أما في مجال الأغنية فهي حرب اقتصادية ومباشرة لأنها تتعلق بأكل عيش الآخرين الذين يحترفون هذه المهنة، وما حظيت به في الشعر والأغنية من واقع جدية الإبداع في الجانبين، وقضية الشهرة لا أتوقف أمامها كثيرا ولا أعتبرها هامة بحال من الأحوال، وأن أفخر أنني حققت شهرة في المجال الشعري عن طريق بثي للسيرة الهلالية من خلال الراديو أكبر مما فعلت الأغنية أو الشعر، بالإضافة إلى أن الشهرة كلها في الأغنية تذهب للمطرب وحده واسم الشاعر لا يأتي عادة إلا في ذيل القائمة".

وسبق وصرح الأبنودي بأن صوت عبد الحليم حافظ بالنسبة له كان جريدة توزع في العالم العربي أكثر مما توزع كافة الجرائد العربية مجتمعة، لكن هذا لا يمنعه من التناقض معه بعد النكسة مباشرة، وأوضح الأبنودي أن سبب ذلك يعود إلى رغبته في التخلي عن هموم الوطن والاستمرار في عمل أغنيات عاطفية متجاهلين النضال الذي كانت تخوضه الأمة في ذلك الوقت.

وكشف الأبنودي سر الخلاف الذي حدث بينه وبين عبد الحليم حافظ قائلا: "حين أخرج من أدراجه بعض الأغنيات العاطفية التي كان قد كتبها قبل عام 67 مثل الهوى هوايا وأحضان الحبايب وغيرها، بينما كانت دماء الشهداء في سيناء لم تجف بعد، ومن هنا حدث هذا الشرخ في العلاقة بيننا والذي استمر حتى موته".