رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاتب سعودي: بايدن سيعارض توسع إيران وتهديدها المستمر لحلفاء واشنطن

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد

أعرب الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد، رئيس التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط، عن تفاؤله الحذر بفوز الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، وانعكاساته على دول الخليج.

واعتبر "الراشد" في مقال له نشره معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط "ميمري"، أن بايدن، سيعارض توسع إيران وتهديدها المستمر لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب، أقر بأن الاتفاق النووي مع إيران به عيبان رئيسيان: أولًا، أنه لا يشمل برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، وثانيًا، أنه لا يفعل شيئًا للحد من سعي إيران للتأثير والسيطرة على مناطق مثل لبنان وسوريا والعراق والخليج واليمن وأفغانستان.

وتوقع "الراشد"، أن بايدن، لن يجدد الصفقة دون إصلاح هذه العيوب، مضيفًا أن الصفقة المعدلة ستكون أفضل للمنطقة من عدم اتفاق على الإطلاق، إذ تعد إيران عدوًا هائلًا، والسلام معها أفضل من المواجهة.

وذكر "الراشد" أن بعض التطورات الرئيسية في عهد ترامب ستستمر خلال إدارة بايدن، ومن بينها التحالف بين دول الرباعي العربي (السعودية ومصر والإمارات والبحرين)، وكذلك التحالف بين دول الخليج وإسرائيل في مواجهة إيران، لافتًا إلى أن قطر وتركيا وإيران سيحاولون بلا شك تفكيك هذه التحالفات، لكنها لن تنجح.

وقال الكاتب السعودي: إن "التصدي للعداء الإيراني طبع سياسة دول الخليج لما يقرب من 4 عقود، ولا يزال العامل الرئيسي في الاعتبار عند وضع السياسات وتشكيل التحالفات، وقد مهدت الخطوة الاستباقية التي اتخذتها الإمارات والبحرين، من خلال إقامة علاقات كاملة مع إسرائيل، طريقة للتعامل مع التغييرات القادمة، بما في ذلك الرئاسة الأمريكية الجديدة".

وأضاف: "هناك بعض القضايا الخليجية الإسرائيلية المتداخلة في حين لا تزال هناك مناطق أخرى مثيرة للجدل، فالعدو المشترك للخليج وإسرائيل اليوم هو نظام طهران الذي يهدد صراحة أمن ووجود دول الخليج، وعلى هذا الأساس، فإن رئاسة جو بايدن، ستعارض توسع إيران على الأرض وتهديدها المستمر لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة".

ووفقًا لما ذكره "الراشد" في مقاله، أشار "بايدن" إلى الخطأين اللذين ارتكبهما فريق الرئيس الأسبق باراك أوباما، عندما تفاوضوا مع إيران ووقعوا الاتفاق النووي، أولهما أن التزامات إيران النووية بموجب الاتفاق لا تمنعها من بناء نظام باليستي وهو عيب خطير، كما أنه لم يتبق سوى خمس سنوات في الفترة الزمنية التي لا يُسمح فيها لإيران بتخصيب اليورانيوم، وهي فترة قصيرة لنظام ثابت في تصميمه على بناء وامتلاك أسلحة نووية.

والثاني، أن الصفقة لم تفعل شيئًا في كبح جماح التهديد الإيراني للمنطقة بأسلحتها التقليدية وسعيها إلى النفوذ والسيطرة على مناطق مثل لبنان وسوريا والعراق والخليج واليمن وأفغانستان وغيرها.

وتابع الراشد: "لا أستطيع أن أتخيل السلام مع إيران دون تعديل الصفقة، وقد كرر بايدن هذا الموقف في مناسبات عديدة، ووجه حديثه للإيرانيين الذين كانوا يولون اهتمامًا كبيرًا بتصريحاته خلال الحملة الانتخابية، وقد صرح بوضوح أنه لن يعيد إحياء الاتفاق النووي دون تعديله".

وأوضح الكاتب السعودي، "أنه بالنسبة لدول الخليج، فإن سياسة بايدن، إذا تم تنفيذها، ستكون بالتأكيد أفضل من سياسة ترامب" معتبرًا أن التعايش مع إيران في إطار اتفاقية سلام مع داعم قوي، أفضل للخليج من المواجهة، وهو ما من شأنه التأثير على استقرار المنطقة بأسرها، وكذلك التأثير على اقتصادها وازدهارها.

وأكد "الراشد" أن طهران أثبتت أنها غير جديرة بالثقة، حتى تجاه الأمريكيين الذين افترضوا حسن نية إيران، إلا أن القوات الإيرانية أسرت 10 بحارة أمريكيين في أواخر عهد أوباما، على الرغم من أنه الرئيس الأمريكي الوحيد الذي منح إيران مثل هذه الفرصة غير المسبوقة منذ تدهور العلاقات بسبب أزمة الرهائن الإيرانية عام 1980.

وأشار إلى أن ما فعلته إيران في بغداد هدد المصالح الأمريكية التي تعتبر العراق حجر الزاوية في استراتيجيتها في المنطقة، كما ستشهد إدارة بايدن واقعين جديدين تم إنشاؤهما في عهد ترامب، أولهما الكتلة السياسية للسعودية ومصر والإمارات والبحرين، الذي يمثل تحالفًا اقتصاديًا وبشريًا وبالطبع سياسيًا، والثاني اتفاق الإمارات مع إسرائيل في مواجهة إيران.

ونوه الكاتب السعودي، إلى أن قطر ستحاول مرة أخرى تفكيك هذا التحالف ولكنها لن تنجح، كما أن إيران وتركيا رغم محاولاتهما للعمل معًا ضد الرباعي العربي، تواجهان صعوبات بسبب المنافسة وتباين التوقعات بين طهران وأنقرة، بالإضافة إلى الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها.

واعتبر الراشد أن "ديناميكية الصراع اليوم بين أقطاب الرياض وطهران وأنقرة قد تنحسر مع وصول بايدن إلى الرئاسة الأمريكية، إذا نجح في السيطرة على طموحات تركيا الإشكالية التي تهدد دول المنطقة وأوروبا".

وأوضح المقال أن أنقرة فشلت في فرض واقع جديد في شرق البحر المتوسط وليبيا قبل الانتخابات الأمريكية، وستسعى طهران أيضًا إلى تهدئة التوترات مع واشنطن وحلفائها استعدادًا لإنهاء العقوبات القاسية ضدها، وإلا فإنها ستواجه خطر الانهيار الداخلي.

واختتم الكاتب السعودي مقاله مؤكدًا: "بالنظر إلى كل هذا، أشعر بتفاؤل حذر بشأن فوز بايدن، دون التقليل من أهمية التحديات التي قد تثيرها إدارته في المستقبل، والتي سأغطيها في مقال قادم".