رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استغلال «المراكز الإسلامية».. لقاءات مكوكية بين «الإخوان» وأمريكا لتأسيس التنظيم الدولى

الإخوان
الإخوان

دعمت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير تأسيس التنظيم الإرهابي الدولي لجماعة الإخوان، بعد أن شهدت العلاقات بينهما تطورا ملحوظا في الخمسينيات، فبعد محاولة الجماعة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في العام 1960، ساعدت أجهزة المخابرات الأمريكية، الإخوان في فتح المراكز الإسلامية كافة في أوروبا، منذ 1987، وبسط نفوذ التنظيم عليها بداية، كما أن الجانبين حافظا على العلاقات الودية، خاصةً المرشدين.

ونظمت أمريكا استقبالا ضخمًا لعمر التلمساني خلال توليه منصب مرشد التنظيم، عندما زارها، وكذلك حامد أبوالنصر، بل أنها منحت الأخير تأشيرة مفتوحة استخرجها في 24 ساعة فقط، ورافقتها دعوة لقضاء إجازة في واشنطن، لكنه لم يفعل نظرا لحالته الصحية.

وبعد زيارته إلى واشنطن، أعلن التلمساني، في اجتماع لمكتب الإرشاد، يوم 15 سبتمبر 1985، عن قرار الإدارة الأمريكية اعتزامها دعم الجماعات الدينية، عبر جمعيتها وسفاراتها في الدول الإسلامية.

وشهدت الثمانينات سلسلة لقاءات مكوكية لقادة الإخوان الإرهابية إلى أمريكا، منها زيارة عصام العريان مرشد الجماعة السابق إلى أمريكا، للتسويق إلى تحالف الجماعة مع حزب الوفد في الانتخابات البرلمانية العام 1984، والتحدث مع واشنطن حول إمكانية وصول تحالف ليبرالي إسلامي إلى السلطة في مصر.

واستغل التنظيم علاقاته مع إيران ليمثل أداة إلى أمريكا عن طريق المساهمة في وجود عملية لإطلاق سراح أسرى أمريكيين لدى طهران، إذ طلبت الرئاسة الأمريكية من التلمساني، في عام 1980، التوسط لدى آية الله الخميني، على خلفية حادثة رهائن السفارة الأمريكية في طهران، لإطلاق سراحهم، وسعى القيادي الإخواني إلى تلك الوساطة، لكن الخميني لم يستجب لطلبه.

واستخدم تنظيم الإخوان كوادره الموجودين في العمل النقابي، مثل نقابات المهندسين والأطباء والمحامين، للتواصل وعقد التفاهمات مع الإدارة الأمريكية، داخل مصر وخارجها، وبالتواصل مع قيادات التنظيم الإخواني في أمريكا وأوروبا.

وكانت عناصر الإخوان في العراق، تحديدا الحزب الإسلامي، هم أول من مدوا يد العون لقوات الاحتلال، بل إن محسن عبدالحميد رئيس الحزب، شارك في أول حكومة احتلال في العراق والتي ترأسها بول بريمر.

كما لعب عبد المنعم أبوالفتوح القيادي الإخواني دورا هاما في عملية التواصل بين التنظيم وواشنطن، تحديدا في النصف الثاني من التسعينيات والعقد الأول من القرن الـ21، إذ استمرت التفاهمات والمقابلات بين الإخوان والإدارة الأمريكية.

وأجرى أبوالفتوح رحلات سفر كثيرة إلى الغرب، تحديدا أمريكا، تحت ستار العمل النقابي وكونه الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، وكان قائما بأعمال نائب نقيب الصحفيين، وكذلك سعد الكتاتني، وصلاح عبدالمقصود.