رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تكفير وتنمر بشاعرة وألفاظ فاحشة.. ملخص «حرب البوستات» في مهرجان طنطا للشعر

أسلام نوار و أمينة
أسلام نوار و أمينة عبد الله

انطلق مهرجان طنطا الدولي للشعر في دورته السادسة في 2 نوفمبر، واستضاف مجموعة مميزة من الشعراء المصريين والعرب.

وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققه المهرجان في دوراته السابقة، إلا أن دورة العام الحالي شهدت واقعة غريبة للغاية، عكست وجود بعض المتعصبين بين الحضور، وشهدت وجود تصرفات غير مقبولة، حيث تعرض بعض الشعراء للتحريض والتنمر، وتعرض آخرون للتكفير.

ففي يوم الختام٬ وبالتحديد في الأمسية الشعرية التي جمعت بين الشاعرة أمينة عبدالله٬ والشاعر الشاب إسلام نوار٬ وبعد أن ألقى كل منهما قصائده التي قوبلت بالترحاب والتفاعل من جمهور الأمسية٬ إلا من أحد الحاضرين والذي يقدم نفسه على أنه شاعر يدعي البيومي محمد عوض خريج كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر٬ والذي هاجم الشاعرين٬ حيث اتهم إسلام نوار بخدش الحياء العام٬ أما عن الشاعرة أمينة عبد الله فقد اتهمها بالكفر٬ بل ووصفها بالمعقدة لأنها سيدة مطلقة٬ لم يقتصر الأمر على هذا فقط وإنما وصل للتهديد والوعيد والسباب بألفاظ فاحشة.
- مهلة للاعتذار !

لم يقتصر الأمر على هذا الهجوم والسباب بل يواظب البيومي محمد في سبابه وتهديده ووعيده للشاعرين عبر حسابه الشخصي بالفيس بوك٬ منشورات تستعدي عليهم الناس وتحرضهم ضدهما٬ حيث كتب في أحد منشوراته: "أمامكم 24 ساعة لتقديم اعتذار في بيان رسمي.. !!" ولحقه بمنشور آخر واضح التهديد والوعيد: "الباقي من الزمن 8 ساعات.. بعدها فليتحمَّل كلٌّ مسؤوليته.. !" وفي بوست آخر قال فيه:"أبلغوا شيخ الأزهر بأن هذا حدث في طنطا.. وتم تكريم هذا أيضًا.. تحت رعاية وزارة الثقافة.. !ما رأي سيدنا ومولانا شيخ الإسلام في هذا الكفر المكرَّم ؟!!."

وكان البيومي قد تحدث باسم جميع الحاضرين بأمسية أمينة ونوار٬ لأحد المواقع الإلكترونية مضمونه أن حضور الأمسية قد رفضوا ما قدم فيها٬ وسرعان ما حذف الموقع هذا الخبر.
ــ نقاد ومثقفون ينددون بالهجوم على الشاعرين

لم تقتصر سباب البيومي وتهديده للشاعرين فقط إنما لحق كل من دافع وكتب دعما للشاعرين٬ ومنهم الشاعر عماد الغزالي والذي أشار في مقال له إلى أن: "مثل تلك المحاكمة العصبية المحتقنة لنصوص الشاعرين إنما تعبر عن طريقة تلقي تواجه الشعراء والمبدعين بين حين وآخر. إنها طريقة الاتهام الأخلاقي والطعن في العقيدة، والتهوين من قيمة النصوص باعتبارها غير مكتوبة على المقاييس المعلومة من الشعر بالضرورة. والأخير هو السبب الأساسي والخفي الذي يتفجر بسببه كل اتهام آخر، فكل ما هو ليس على شاكلة التراث الشعري العربي هو محاولة لهدم التراث ومن ثم فهو خارج عن الأخلاق وأيضا العقيدة.

أما الناقد سيد إمام فوصف ما حدث من هجوم على الشاعرين من خلال منشور له بالفيس بوك بأنه: "في كل مؤتمر، في كل منتدى، في كل تجمع أدبي، توجد قنبلة قنابل من هؤلاء المكلفين بحماية الأخلاق. مندوبي جماعة الأمر بالمعروف وشرطة الآداب."

مؤكدا: "متضامن مع الشاعر إسلام نوار والشاعرة أمينة عبد الله في ما تعرضا له من هجوم لا يدخل في باب النقد الأدبي محاولة رخيصة لهدم المعبد!"
ـــ مدير المهرجان محمود شرف: هالني أن أجد المهرجان هذا العام يُهاجم من باب الوصاية الأخلاقية

ومن جهته نشر مدير المهرجان الشاعر محمود شرف بيان ختامي حول المهرجان أشار فيه إلي:"وكان أن وصلنا إلى إقامة الدورة السادسة من المهرجان، انتهت فعالياتها قبل أيام قليلة، وانتظرت الهجوم المعتاد، وكنت أفكر: من أي باب سيدخلون هذا العام؟ ولم يمر الكثير من الوقت حتى هالني أن أجد المهرجان هذا العام يُهاجم من باب الوصاية الأخلاقية، والقوامة الدينية، بعد أن قام أحد الشعراء الضيوف هذا العام بقراءة نصٍّ في ختام المهرجان يحتوي على بعض الصور الشعرية الصادمة لجمهور غير نوعي، في خروج على الأعراف المتبعة في المهرجان منذ بدايته، وعبر سنواته الست؛ فلم يسبق أن قام أي شاعر ممن دعوناهم سابقا بقراءة نصوص تخدش الحياء، أو حتى لا تتناسب مع طبيعة المجتمع، ونحن لا نتدخل في اختيارات الشعراء الضيوف على الإطلاق على أية حال، ويكون الالتزام نابعًا منهم هم أنفسهم- فوجئت بسيل من الهجوم، وشعارات تُرفع من هنا ومن هناك من البعض، بادِّعاء الشرف والفضيلة، والحفاظ على الأخلاقيات العامة، وهو قول الحق الذي يراد به الباطل؛ فأنا أعرفهم حق المعرفة، وأعرف ما يحدث إذ يمر أمام كثيرين منهم ظِلُّ أنثى، وحكايات كثيرة أحتفظ بها لنفسي في هذا الشأن. هم يدَّعون انتماءهم لعالم الإبداع، وفي ذات الوقت نجد "المتدروشين" و"المتشيِّعين" و"المُشيِّعين"، والذين يقبضون ممَّن يحبون أن يتشيَّع المصريون! أعرفهم؛ لذا أدعوهم للصمت.