«كازينو كوبانا».. سقفه العالي حاضن الفنون (قصة صورة)

تقع بقايا أطلال كازينو "كوبانا" بالقرب من تمثال محمد فريد بوسط البلد، وعلى بعد أمتار من ميدان الأوبرا القديمة "إبراهيم باشا حاليا"، حيث كانت المنطقة تستقبل محبي الفن الاستعراضي يوميًا، من المصريين والأجانب والشوام، المنطقة التي ألبستها بديعة مصابني شخصية جديدة كانت تضم كازينو الأوبرا، وكازينو كوبانا وغيرهما، وتستقبل تلك الكازينوهات الصالونات الثقافية يوم الجمعة بجانب حفلات الرقص والعزف والأصوات الجديدة في باقي الأيام.

كان الصالون الثقافي الأشهر الذي يعقد في كازينو الأوبرا كازينو بديعة مصابني هو صالون "قعدة" نجيب محفوظ الأسبوعية يوم الجمعة بحضور أسماء بارزة من أهل الثقافة والفن والأدب وأحيانا كان كازينو كوبانا يستقبل هذه الجلسة الملهمة التي يدين لها كتاب كبار بأنها كانت منصة تفاعل بين عقول نابغة في مجالات عدة.

سيدتان استطاعتا أن تجعل من منطقة الأزبكية والأوبرا فردوسًا من المتعة الروحية والثقافية، فبعد رحيل بديعة مصابني تولت الراقصة صفية حلمي مسئولية كازينو الأوبرا- يعد الأشهر في مصر في ذلك الوقت- والراقصة صفية حلمي (1918- 1981)، وهي إحدى تلميذات الراقصة الأشهر بديعة مصابني (1892 -1974).

جرى منذ شهور انتزاع لافتة كازينو كوبانا، فهي رغم تهالكها كانت تصلح لأن تؤخذ وتضاف بمتحف هي وكل لافتات الكازينوهات القديمة المهددة بالإزالات، اللافتة هي المعبر الأكثر تأثيرا عن حقبة كانت مليئة بصخب الفن والثقافة، والبصمة الباقية عن زمن أدبر بإطلاله.