رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تمكنت مصر من القضاء على الإرهاب فى أرضها؟

مكافحة الإرهاب في
مكافحة الإرهاب في مصر

قادت مصر حربًا ضد الإرهاب منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، وبدأت دعواته لرؤساء الدول بمحاربة الإرهاب وكان بدايتها في أول لقاء له بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد وقوف الولايات المتحدة بجانب مصر في محاربته.

وزادت عدد العمليات الإرهابية في مصر منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي بعد نجاح ثورة 30 يونيه، وتوعدات جماعة الإخوان بتفجير مصر ردًا على الثورة، فشهدت مصر مئات من العمليات الإرهابية والتي بلغت في عام 2014 222 عملية، راح ضحيتها المئات من رجال الجيش والشرطة وبعض المدنيين.

ونفذت القوات المسلحة المصرية مجموعة من العمليات التي استهدفت أوكار الإرهابيين في سيناء وبعض المحافظات الأخرى، والتي كان أكبر دليل على نجاحها تقليص عدد العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها حتى العام الماضي عمليتين فقط.

الدستور في التقرير التالي عرضت قصة مصر مع الجماعات الإرهابية وكيف تخلصت منها.

الإرهاب والحركات الدينية
لم تعرف مصر الحركات الإرهابية إلا بعد ظهور الجماعات الإسلامية وخاصة جماعة الإخوان التي تم تأسيسها عام 1928، والتي بدأت في تنفيذ عمليات اغتيالات ضد رجال السلطة الحاكمة، واستمرت في ذلك حتى تم حظر الجماعة في خمسينيات القرن الماضي، ولكن استمر تاريخها مع العنف رغم ذلك، وزادت الجماعات السرية الإرهابية ومنها جماعة "التكفير والهجرة"، "الجماعة الإسلامية"، و"الجهاد" وغيرها الكثير من التنظيمات.

وواجهت مصر في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي العديد من العمليات الإرهابية وكان أهمها اغتيال الرئيس أنور السادات في العام 1981، والهجمات على السياح في العام 1997 بحادث معبد حتشبسوت الفرعوني في البر الغربي بمدينة الأقصر والذي أسفر عن مقتل 58 سائحا أجنبيا، ومع بداية الألفينات نفذت الجماعات الإرهابية حوادث متفرقة وبدأت العمليات تستهدف رجال الشرطة والضباط المسؤولين عن مكافحة الإرهاب ومصادر الدخل للدولة المصرية مثل قطاع السياحة؛ فتوالت الضربات على الفنادق والمزارات السياحية في سيناء (طابا 2004، وشرم الشيخ 2005 ودهب 2006) والقاهرة (سوق خان الخليلي 2005).

الإرهاب بعد ثورة 30 يونيو

واجهت مصر منذ قيام الشعب بثورة أطاحت بالرئيس الإخواني محمد مرسي عن الحكم العديد من العمليات الإرهابية بعد أن توعدات جماعة الإخوان الإرهابية بالتفجير والإرهاب إذا تم إزاحة مرسي عن الحكم، واحتلت مصر المرتبة السادسة عربيًا والحادية عشرة عالميًا على "المؤشر العالمي للإرهاب" للعام 2017، وراح ضحية هذه العمليات 184 و663 و293 قتيلا في أعوام 2014 و2015 و2016على التوالي ومعظمهم سواء من رجال الشرطة أو الجيش بينما عدد الضحايا في صفوف المدنيين وصل إلى 396 مدنيا في عام 2016 وحده، حسب الإحصائيات التي صدرت عن عدد مراكز الدراسات والأبحاث المصرية.

ولم تقف الدولة صامتة في وجه الإرهاب ولكنها نفذت العديد من الضربات الموجعة والتي تراجع معها معدل العمليات الإرهابية في مصر، من ٢٢٢ عملية ارهابية فى عام 2014 إلى عملتين فقط العام الماضي وهما تفجير معهد الأورام الذى أدى لاستشهاد ١٩ شخصًا وإصابة ٣٠ آخرين، والتفجير الانتحاري الذى وقع بمنطقة الدرب الأحمر.

كيف حاربت مصر الإرهاب
تراجع العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها في مصر عامة وسيناء على وجه الخصوص أثبتت نجاح مصر في حربها ضد الإرهاب، وفي دراسة نشرها المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات، قال إن العملية العسكرية الشاملة (سيناء 2018)، نجحت فى تدمير البنية التحتية للعناصر الإرهابية من الأوكار والخنادق والأنفاق ومخازن الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة والاحتياجات الإدارية والمراكز الإعلامية ومراكز الإرسال، واكتشاف وضبط وتدمير أعداد كبيرة من العربات والدراجات النارية وكميات كبيرة من المواد المتفجرة، والأسلحة، والذخائر، والقنابل، وقتل واعتقال المئات من العناصر المنتمية لتلك الجماعات.

وبدأ تنفيذ العملية الشاملة (سيناء 2018) في شهر فبراير، ووضعت القوات المسلحة خطة لمواجهة العناصر الإرهابية بشمال ووسط سيناء وبمناطق أخرى في دلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل، بهدف إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية للدولة المصرية وجميع الاتجاهات الاستراتيجية، وتطهير المناطق التي يوجد بها العناصر الإرهابية.

وبالإضافة إلى ضرب البنية التحتية للتنظيمات الإرهابية فقد تمكنت القوات المسلحة من استهداف عدد كبير من قيادات الصف الأول والثاني بتنظيم ولاية سيناء وفي مقدمتهم قائد التنظيم أبو أسامة المصري وخيرت سامي السبكي المسئول الإداري، والإرهابي محمد جمال المسؤول الإعلامي، والإرهابي إسلام وئام مسؤول جهاز الحسبة، وهو ما مثل ضربة قاتلة للتنظيم، هذا بالإضافة إلى تجفيف منابع التمويل المادي واللوجيستي بشمال سيناء.