رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبدالرحيم كمال يكتب: كأنه مقال

عبدالرحيم كمال
عبدالرحيم كمال


أريد أن أشترى جائزة، جائزة ذهبية بالتأكيد، ولتكن فى مجال السينما والأدب.
سأذهب إلى ناقد مخضرم ومهرجان عريق، تلك هى الأماكن التى تبيع الجوائز، لتكن دبًا ذهبيًا أو سعفة أو على صورة تمثال لرجل بلا وجه.
جائزة أضعها فى البيت، وترثها بناتى من بعدى، ستكتب وسائل الإعلام عنى كثيرًا بعدها، لا سيما لو استطعت أن أشتريها من مكان خارج حدود الوطن.
أعرف صديقًا اشترى عدة شهادات دكتوراه من بلد شرق أوروبى وهو لم يحصل على الثانوية العامة هنا.. كان لطيفًا.
سيكون العنوان الرئيسى غالبًا بعد شرائى الجائزة «ذهبت للفنان الذى ظل سنوات يعمل فى صمت» أو ربما يكون «إنه الفنان الذى فاجأ الجميع».
تصريحاتى بعد شراء الجائزة ستكون فجّة ومتعالية، سأهاجم أولئك السطحيين والكذبة والمديوكر وعديمى الموهبة.
سأفضح عوراتهم، وأمزق غلالة رقيقة دفعوا لأجلها ثمنًا غاليًا من كرامتهم.
سأختار صورة مستفزة لتكون هى الصورة الرسمية لى فى كل الحوارات.. صورة لا أبتسم فيها، بل أنظر نظرة ساخرة.
الغرور يأتى عندما يستطيع الإنسان أن يشترى جائزة.
بلادى جميلة بالفعل.. تستطيع أن تشترى فيها كل شىء.. حتى الجوائز الكبرى والترندات والفضائح.
فى غرفة صغيرة جدًا ملحقة بمهرجان عتيق ساومنى ناقد كبير على بيع جائزة كبرى.. قال لى «حتى تحلو البضاعة أكثر منذ خمس دقائق فقط».
طلبها منى فنان ذو نفوذ ويذهب للجيم يوميًا ويتحدث بجرأة فى كل شىء.
تركته وذهبت إلى مهرجان أكثر بساطة، يبيع الجوائز ويعرضها فى فاترينة تطل على البيسين الذى يمتلكه صاحب المهرجان، أيضًا، صاحب المهرجان بشوش ومتصالح مع نفسه ويرقص مع الجميع.
استطعت بعد جدال خفيف أن أشترى منه جائزة المهرجان الكبرى.. استقرت الجائزة على مكتبى أخيرًا إلى جوار تمثال خشبى لرجل يصفق بحرارة.. بينما جلست أنا أتأمل وأسأل نفسى:
ماذا نشترى بعد ذلك؟
همست نفسى:
أريد أن تشترى لى الـred carpet، وعليها ببغاء عارى الساقين منتوف الريش يكرر جملة واحدة أمام الميكروفون الممتد أمامه:
فى الواقع أنا أرى
... فى الواقع أنا أرى
... فى الواقع أنا أرى
... فى الواقع أنا أرى...
فى الواقع أنا أرى... فى الواقع أنا أرى.