رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطفل الشرير.. حكاية تشيخوف عن الانتهازية

 قصة الصبي الشرير
قصة الصبي الشرير

حتى القصص الرومانسية عند تشيخوف لم تكن تخلو من القيمة، ففي قصة الصبي الشرير وهى قصة عاطفية على عكس المعتاد فى قصص الكاتب الروسي تحدث عن الحب وعن الانتهازية، وختمها بالفوز على هذه الانتهازية التي جاءت من طفل سمّاه (الطفل الشرير).

بل وجعل لقبه عنوانًا للقصة التي تحكي عن الشاب لابكين والشابة سيميونوفنا وهما يجلسان على حافة النهر يصطادان الأسماك كان لابكين يريد أن يقول لصائدة الأسماك التى تبعد عنه خطوات أنى أحبك، لكنه تململ وخشى أن توبخه أو تخبر والدها بما قاله لها، فٱثر الصمت ولما غمزت سنّارتها قال لها ارفعي الستارة فرفعتها فظهرت سمكة خضراء، فصرخت سيميونوفنا من الفرحة، فأفلتت السمكة من السنارة، كان لاكين بجوار محبوبته ودون قصد شد على ذراعها، ثم ضمها إليه بقوة وقبّلها.

وبينما كانت يتبادلان القبلات ظهر طفل عاري تمامًا نصفه فى الماء، وقال تتبادلان القبلات إذن، سأخبر أمي بما كان، هذا الطفل هو كوليا شقيق سيميونوفنا، التي أصابها الرعب واستجدت شقيقها بشتى الصور إلا أنه كان مُصرًا، فحاول لاكين استمالته وقال له التجسس عيب خطير والوشاية عيب أخطر فقال له كوليا اعطنى روبلا ولا أخبر أحدًا، فأعطاه لاكين ما أراد وقال انتهازى فى مثل هذا العمر: "ماذا سيفعل بعد أن يكبر، والحقيقة أن تشيخوف أراد أن يقول هذه الرسالة.

مر اليوم وتوالت اللقاءات مع مزيد من الابتزاز والهدايا التى أرهقت لاكين وحبيبته لدرجة جعلتهما يكرها هذا الصبي الذي يذكرك بتوم ابن باوندر باي فى رواية أوقات عصيبة لتشارلز ديكنز الذي لقبه بالجرو، المهم مرت أسابيع وتقدم لاكين لخطبة سيميونوفنا ووافق والدها ووالدتها ولما سمع لاكين وحبيته عبارة القبول انطلقا إلى الحديقة وقبضا على الجرو وشداه من أذنيه انتقاما من انتهازيته التى لم يعد هناك خوف منها بعد إعلان الخطوبة.

هكذا اختتم تشيخوف قصته معلنا أن المشى فى النور يوفر المتاعب التى تنتج عن الانتهازيين الذين لا يمنعون الخطأ، بل يحاولون استغلاله لصالحهم، فلو اعترض الطفل على تقبيل شقيقته دون طلب المال لما سماه تشيخوف بالطفل الشرير.