رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خيري شلبي ويحيى الطاهر وسيد حجاب.. «جوائز للنشر لا الفلوس»

خيري شلبي
خيري شلبي

منذ أيام قليلة أعلنت جائزة خيري شلبي للعمل الروائي في دورتها الأولى، والمشكلة من الروائيين: محمود الورداني وإبراهيم عبدالمجيد وطارق إمام، بفوز الروائية رانيا اللبودي بالمركز الأول عن روايتها "الساعة بعد الصفر".

في نفس السياق جاء إعلان أسرة القاص الجنوبي يحيى الطاهر عبدالله، وأسرة الشاعر سيد حجاب عن تدشين جائزة تحمل اسمي الشاعر سيد حجاب والقاص يحيى الطاهر عبدالله، الجائزتين تأخذ مسار قريب من نفس المسار التي اتجهت فيه جائزة الروائي خيري شلبي عن الرواية، كلاهما دون عائد مادي للفائزين، كلاهما دشن عبر أسر الكاتبين، كلاهما يشترك في نشر النص المتحصل على الجائزة عبر أحد دور النشر الكبرى، الأمر الذي يدعو إلى أن تجاوز القيمة المادية للجوائز أمر ممكن، ويبدو أنه ضرورة في زمن تسيس الجوائز الإبداعية في عالمنا العربي.

كشاف مواهب
وفي تصريح خاص لـ"الدستور" صرح الروائي طارق إمام، عضو لجنة تحكيم جائزة خيري شلبي، أن تدشين جائزة باسم الروائي خيري شلبي خطوة شديدة الأهمية، لأنها بمثابة كشاف مواهب، ويمكن القول إن الفائز هو "الكتابة الجديدة"، الجائزة للعمل الأول بالتحديد يمثل الجوهر الحقيقي لدور خيري شلبي كـ"كشاف مواهب" وليس فقط كاتبًا عظيمًا. مضيفا "لقد كان شلبي شديد الاهتمام والعناية بالكتّاب الجدد، وبالأخص ممن لا ينتمون للقاهرة".

ولفت إمام إلى أن تخصيص جائزة للعمل الأول "غير المنشور" بالتحديد هو توجه نبيل، بعيدًا عن "اللعب في المضمون" لأنه يأخذ على عاتقه تقديم كاتب جديد للساحة الأدبية والتكفل بنشر عمله. متابعا: "وهنا لابد أن أوجه الشكر للروائي والناقد حاتم حافظ، صاحب فكرة الجائزة ومُنسقها، وهو من حمل على عاتقه عبء تدشينها وخروجها للنور بهذا الشكل".

غياب العائد المادي
ويستطرد طارق إمام: "ليست الجائزة "شوية فلوس" ولا يجب أن تكون كذلك، وتكريس هذا المبدأ هو ما أفقد عديد الجوائز ثقلها؛ لأنها اختُصرت في قيمتها المادية وبدأت بقوة المال تفرض شروطًا غير جمالية، ما وصل بنا لما يمكن أن أسميه "فوضى الجوائز" وخلق نمطًا من الكُتاب أسميه "ترزية الجوائز" في تقديري أن جوهر الجائزة تقديم "خدمة" ملموسة للكاتب تدعم مسيرته".

مبادرة جديرة بالاهتمام والمساندة
أكد الشاعر والكاتب الصحفي سيد محمود، تأخر وجود جائزة باسم خيري شلبي، ويحيى الطاهر عبدالله وسيد حجاب، مضيفا أن وجود مثل تلك الجوائز أمر جيد، خاصة أن الجوائز لدينا هي رهن لمبادرات عائلية وفردية، ولا يوجد لدينا منظومة حاكمة لوجود جوائز باسم كتاب، باستثناء الجوائز الموجودة من البدايات.

وتابع: "ومن المثير للدهشة أن كل جوائز جيل الستينات لا توجد جائزة باسم أي شخص فيهم، مثل إبراهيم أصلان، خيري شلبي، وغيرهم، يمكن الاستثناء الوحيد هو جيل المؤسسين نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس".

وأوضح أن بتدشين جائزة خيري شلبي ويحيى الطاهر عبدالله وسيد حجاب؛ سيتم إعادة اكتشاف كتاباتهم للأجيال الجديدة مرة أخرى.

في نفس السياق تقول أسماء يحيى الطاهر عبدالله: "إن ما دفعني إلى تدشين الجائزة هو المبادرة الشخصية للأصدقاء الدكتور حاتم حافظ وإيمان خيري شلبي لمسابقة خيري شلبي في الرواية بدلا من انتظار شيء يمكن أن لا يحدث أبدًا، فالأهم هو أن يبقى أثر يحيى الطاهر عبدالله، لا الدخول في صراعات أو التباكي على غياب دور المؤسسة الرسمية عن تلك المبادرة.. يوسف إدريس يستحق جائزة باسمه بكل تأكيد، وهي بدورها متأخرة جدًا.. ويمكن مستقبلًا أن تقوم المؤسسة الرسمية بمبادرة تخص يحيى الطاهر عبدالله مثلما كان ملتقى القصة القصيرة الأول باسمه، ويسعدني دائمًا التعاون معها في تلك المبادرات لأن الهدف واحد أن يبقى الأثر".

ولفتت أسماء يحيى الطاهر عبدالله إلى أن غياب قيمة مادية للجوائز، يرجع إلى كونها جوائز مستقلة وجاءت كرغبة ومبادرة فردية، فكانت فكرة نشر العمل الفائز هي البديل الوحيد لتدشين الجائزة على أرض الواقع، أملا في إنها ستكبر وتستقطب داعمين، مضيفة "وأنا أرحب دائما بأي مبادرة تزيد من قيمة الجائزة، بما لا يخل بهدفها الأصلي، وهو تشجيع العمل الأول لشباب كتاب القصة".