رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سمر عبدالله تكتب: منحة خرجت من قلب محنة.. كيف تمكن الإعلام من المساهمة فى ترابط المصريين؟

سمر عبدالله
سمر عبدالله

فترة عصيبة مرّت بها مصر خلال أشهر انتشار فيروس كورونا المستجد، حول حياتنا إلى كابوس لكن كعادة المصريين في مواجهة الأزمات فالمحنة تحولت بفضل العزيمة والصبر إلى منحة ومما ساعد في ذلك قرارات مؤسسات الدولة والقطاع الخاص بتحويل نظام العمل من الداخل إلى العمل "عن بعد"، خاصة في ظل فرض حظر التجول الجزئي.

حزن.. قلق.. ترقب.. مشاعر مختلفة سيطرت على المصريين خلال فترة حظر التجوال الذي فرضته الحكومة، لكن الإعلام كان كلمة السر في خوض هذا التحدي ومساندة ودعم المصريين، فحمل على عاتقه توعية المواطنين بضرورة الجلوس في المنزل، تفاديًا لتفشي فيروس كورونا بشكل أكبر، ولم يقتصر الأمر على دعوات المواطنين للجلوس في المنزل فقط، بل قدّم الإعلام بدوره كل السُبل التي تُيسّر على المصريين جلوسهم في المنزل لتخطي هذه الأزمة التي أقل ما يُقال عنها أنها "أيام عِجاف".

مع بداية الأزمة، أعلنت منصة Watch iT الرقمية إتاحة خدماتها مجانًا للمشاهدين لمدة شهر، بدءًا من 25 مارس 2020؛ حيث قال المهندس حسام صالح المتحدث باسم المتحدة للخدمات الإعلامية إن منصة Watch iT تقدم هذا العرض كجزء من مساهمة المجموعة في دعم الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة للسيطرة على انتشار فيروس كورونا، حيث ساعدت هذه المنصة المجانية المصريين في الجلوس في المنزل بشكلٍ أكبر، وتخفيف عبء الحظر على المواطنين الذين كانوا يصارعون المشاعر السلبية والأفكار المحبطة في عقولهم وليس فيروس كورونا فحسب.

وتزامنًا مع إتاحة منصة watch it بشكل مجاني للمصريين، أطلق الإعلام حملة "خليك فى البيت"، معلنًا عن تسهيل كافة الخدمات للمصريين أثناء جلوسهم في المنزل، لتحقيق التباعد الاجتماعي وجلوس المواطنين في منازلهم لحين الانتهاء من الأزمة، مع تقديم كافة الخدمات الترفيهية للعائلات المصرية من خلال مجموعة من الأعمال الدرامية والأفلام والمسرحيات والبرامج التلفزيونية الاجتماعية منها والفنية. 

الحفلات الأونلاين، كانت سلاحًا أيضًا لمواجهة الملل الذي خلفه كورونا وحظر التجوال للمواطنين، حيث قدّم التليفزيون المصري والقنوات الفضائية حفلات دون جمهور على التليفزيون، تذاع على الهواء مباشرة، كنوع من التسهيل على المواطنين مما يعانوه في أوقات الحظر، فيما لجأ بعض الفنانون إلى تنظيم حفلاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر حساباتهم الخاصة "فيسبوك" و"إنستجرام"، في محاولة لدعم حملة "خليك في البيت"، والتي كانت مؤسسات الدولة تناشد الجميع بالالتزام بالشعار وتحقيق التباعد الاجتماعي.

وبهذه الخطوات يمكننا أن نقول أن الإعلام أدار أزمة كورونا بشكلٍ احترافي، وكان جزءًا كبيرًا من الأدوات التي ساعدت المصريين على تخطي الأزمة بشكل ناجح وفعّال وهو دور هام من المسئولية التي تقع على كاهل الإعلام بكافة وسائله، المقروءة منها والمسموعة.