رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اختناق البيئة.. تحذيرات من حرق المخلفات الزراعية

حرق المخلفات
حرق المخلفات

على مدار سنوات عديدة وجهت وزارتي الزراعة والبيئة عدد من الحملات التوعوية والتثقيفية بشأن حرق المخلفات الزراعية من قبل الفلاحين لاسيما حرق قش الأرز والذرة، وتضمنت تلك الحملات توعية الفلاحين واتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة تجاه المخالفين، للحد من التخلص غير الآمن من مخلفات الزراعة عن طريق حرقها.

وفي هذا الصدد، أقام مركز البحوث الزراعية عدة ندوات كان أخرها ندوة بمركز ومدينة أبنوب بالتنسيق مع مهندسي وزارة الزراعة ومسئولين من وزارة البيئة، وناقشت الندوة أضرار حرق المخلفات الزراعة وأيضًا كيفية إعادة تدويرها والاستفادة منها.

من جانبه، أوضح الدكتورعبد الحكيم بدوي، الباحث في مركز البحوث الزراعية بالجيزة، كيفية استفادة الفلاحون من إعادة تدوير مخلفات الأراضي الزراعية بشكل آمن دون الإضرار بالبيئة والإنسان والحيوان؛ مشيرًا إلى حجم الأضرار الخطيرة التي تحملها حرق المخلفات الزراعية وما تسببه من أمراض مذمنة يصاب بها الإنسان وعلى رأسها الأمراض الصدرية مثل الربو والحساسية وضيق التنفس.

وأوضح الباحث إلى إمكانية استغلال المخلفات الزراعية لإنتاج السماد العضوي الصناعى (الكومبوست) وتوفيره لكميات الأسمدة المعدنية المضافة للتربة عن طريق إعادة تدويره، موضحًا أنه يعد أحد الأسمدة الآمنة على التربة والبيئة لاحتوائه فقط على المواد الغنية اللازمة للتربة والأرض الزراعية، ملفتًا إلى أن إذا ما تم إعادة تدوير المخلفات فهي لا تمثل أي إفادة للفلاح بأكثر من ١٢% لأن الباقي يتم حرقة أو إلقائه في المصارف والترع.

محمد بكر، مزارع بإحدى محافظات الوجه القبلي، أوضح أن غالبية المزارعين اعتادوا على التخلص من حرق المخلفات الزراعية عن طريق حرقها؛ لأنه لم يكن هناك أي حملات تثقيفية أو توعية بمدى خطورة الأمر.

يضيف بكر: «منذ سنوات ظهر اهتمام واضح من قبل الجهات المعنية بشأن تلك الأزمة، فقد بدأت مديريات البيئة والزراعة بشن حملات مفاجئة على الفلاحين والأراضي لمراقبتنا وكمان تعليمنا ازاي نتخلص من مخلفات المحاصيل الزراعية بشكل آمن».

أما مصطفى سعد، مزارع، قال: «الأول كانو بيقولوا إننا منحرقش مخلفات الزراعة زي قش الرز مثلًا بس مكنش في حلول أو بديل بيقدموها عشان نبتعد عن حرق الرز، بس في السنوات القليلة السابقة بدأوا يمدونا بمكابس نقدر نتخلص من المخلفات من خلالها من غير ما نضر البيئة».

وتابع «سعد» أن وزارة الزراعة بدأت تشتري كمان المخلفات من الفلاحين بمقابل مادي، ما شجع الكثير من الفلاحين على أن يحافظوا على تلك المخلفات لبيعها بمقابل للمديريات المعنية، معلقًا: «يعني أكيد أنا هستفيد بالفلوس لما اخدها ومش هستفيد بالحرق في حاجة غير ضرر ليا ولغيري وكمان على البيئة».

فيما كشفت ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، عن حجم الأنشطة التوعوية التي أطلقتها وزارة البيئة وبلغت نحو 7464 نشاط توعوي لتحفيز المزارعين للمشاركة في مواجهة السحابة السوداء، فضلًا عن رقابتها بالتنسيق مع وزارتي الزراعة والتنمية المحلية من خلال غرفة عمليات مشتركة.

وأشارت إلى جهود الوزارة لتوعية المزارعين بخطورة مصادر التلوث وسبل مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، من خلال تكثيف الندوات والحملات على القرى والمراكز بالمحافظات بمجال تدوير المخلفات الزراعية، بالتنسيق مع وزارة الزراعة، كما أكدت وزيرة البيئة على شن حملات تفتيشية على 3529 منشأة صناعية تنوعت بين منشآت كبرى ومتوسطة وصغرى من قبل الهيئات التابعة للوزارة والأفرع الإقليمية بمنظومة قش الأرز، بالتعاون مع هيئة التنمية الصناعية، وتبين مطابقة 471 منشأة ومخالفة 267 منشأة للحدود المسموح بها في قانون البيئة.

أما عن إجمالي ما تم تجميعه من قش الأرز داخل محافظات المنظومة حتى الآن بالتعاون مع وزارة الزراعة قد بلغ حوالي 299 ألف طن بالمواقع التي تم فتحها تحت إشراف وزارتي البيئة والزراعة.