رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يسرى عبيد يكتب: الخيانة القطرية فى إيميلات كلينتون

يسرى عبيد
يسرى عبيد


إيميلات هيلارى كلينتون أكدت حقيقة ما كان ولا يزال يقال فى أروقة السياسة والحكم من أن إدارة أوباما كانت حصان طروادة لتفجير المنطقة العربية وتسليمها بالمفتاح لتيارات الإسلام السياسى وقطر وتركيا وإيران.
كما فعل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قبل الانتخابات الأمريكية الماضية 2016، باستخدام منافسته السابقة هيلارى كلينتون فى حملته الانتخابية الرئاسية، وذلك بكشف مراسلات سرية محذوفة بينها وبين عدد من مساعديها ومسؤولين حول العالم عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية الأمريكية فى الفترة من 2009 إلى 2013 فى عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وأدى ذلك بشكل كبير لخسارتها الانتخابات أمامه، فعل هذه المرة أيضا، ولكن المراسلات هذه المرة جاءت لتواصل فضح الدور القطرى فى دعم الإرهاب فى المنطقة، وتمويله بكل الطرق الممكنة.
تضمنت رسائل البريد الخاص الذى كانت تستخدمه هيلارى أسرارا وتفاصيل تكشف مخططات إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما لنشر الفوضى فى الشرق الأوسط، ودعم ما عرف باسم ثورات الربيع العربى، بخلاف كشفها عن الدور القطرى المشبوه فى إشعال الأزمات فى دول وبلدان المنطقة.
حيث كشف أحد الإيميلات المسربة والمؤرخ فى سبتمبر 2012 عن تعاون قطرى مع تنظيم الإخوان، لإنشاء قناة إعلامية باستثمارات تبلغ 100 مليون دولار، وجاء هذا المشروع بعد أن اشتكت جماعة الإخوان من ضعف مؤسساتها الإعلامية مقارنة بالمؤسسات الإعلامية الأخرى، حسبما كشفت المراسلات
وأضافت الوثيقة المسربة أن الجماعة اشترطت على قطر أن يتولى القيادى الإخوانى، خيرت الشاطر، إدارة القناة، وأن يكون مشرفا مباشرا على المؤسسة وسوف تكون البداية قناة إخبارية مع صحيفة مستقلة تدعم الإخوان، لكن لم تكشف مراسلات أخرى عن مصير المشروع وتفاصيله النهائية، وأين وصل.
وأشارت الرسائل إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة آثرت خلال زيارة إلى الدوحة الالتقاء بالعديد من قيادات شبكة «قناة الجزيرة»، والحديث معهم لساعات على زيارة قاعدة العديد العسكرية الأمريكية فى قطر.
وكشفت الوثائق أن هيلارى أجرت زيارة إلى الشبكة القطرية فى مايو 2012 وغادرتها مساء الثانى من مايو، وتضمن برنامج زيارة الوزيرة الأمريكية اجتماع خاص فى فندق «فور سيزونز» مع «الجزيرة» القطرية، وضاح خنفر والمدير العام لقناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية، تونى بورمان، ثم لقاء مع أعضاء مجلس إدارة الجزيرة وكان فى مقر القناة، شاركت فيه القيادة القطرية للشبكة، وتضمنت المناقشات زيارة وفد الجزيرة إلى واشنطن فى منتصف مايو، واختتمت هذه الاجتماعات بلقاء مع رئيس الوزراء القطرى السابق حمد بن جاسم آل ثانى، الذى يعد صاحب السلطة المطلقة فى قناة «الجزيرة».
كما كشفت إحدى الوثائق المسربة من البريد الإلكترونى لكلينتون محادثة بينها وبين رئيس الوزراء القطرى حمد بن جاسم حول ما سمى بصندوق الاستثمار المصرى الأمريكى وطلب مشاركة قطر فى الصندوق، حيث أبدت قطر قدرا من الرغبة فى ذلك، ليكون ذريعة للتدخل فى الشأن المصرى.
وتقول الوثيقة إن واشنطن نفذت صندوق الاستثمار المصرى الأمريكى ومثله فى تونس تحت مسمى توفير فرص العمل والمساهمة فى توسيع قطاع الأعمال التجارية الصغيرة من خلال زيادة الوصول إلى رأس المال وتعزيز القطاع الخاص، ولكن كان هذا ضمن لعبة كبرى وصفقة بين الإدارة الأمريكية وقتها وقطر للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط.
وذكرت الوثيقة أنه تم إطلاق صندوق الاستثمار المصرى الأمريكى فى البداية بمبلغ 60 مليون دولار، وأعلنت قطر عن حزمة مساعدات بقيمة 2 مليار دولار لمصر، لكن الوثيقة كشفت عن رغبة قطر فى التدخل فى الشأن المصرى وكذلك الشأن التونسى عبر المال بدعم جماعة الإخوان المسلمين فى البلدين، خلال الأحداث التى شهدتها دول عديدة بالمنطقة ومنها مصر وتونس عام 2011.
وفى 2016، لم تنكر مؤسسة كلينتون أنها قبلت هدية قيمتها مليون دولار من قطر أثناء عمل هيلارى كلينتون وزيرة للخارجية الأمريكية دون إخطار وزارة الخارجية حتى على الرغم من تعهدها بالسماح بمراجعة التبرعات الجديدة من الحكومات الأجنبية.
وقتها تم الكشف عن أن المسئولين القطريين تعهدوا بتقديم هذا المبلغ فى 2011 بمناسبة عيد ميلاد بيل كلينتون الخامس والستين وسعوا للقاء الرئيس الأمريكى السابق بشكل شخصى فى السنة التالية لتقديم الشيك له، وذلك وفقا لرسالة عبر البريد الالكترونى من مسؤول بالمؤسسة إلى جون بوديستا رئيس الحملة الرئاسية لكلينتون.
لكن، وفقا للتسريبات الجديدة، يبدو أن المبالغ التى أودعتها قطر فى خزينة مؤسسة كلينتون كانت جزءا من صفقة كبرى لصالح تمويل مخطط الربيع العربى وإحراق الشرق الأوسط بأعمال عنف وإرهاب، وهذا ما تبين فيما بعد بتتبع الأحداث وما آلت إليه الأوضاع فى الدول التى استهدفها الربيع العربى.
وكشفت إحدى الرسائل النقاب عن أن الحكومة القطرية فتحت أبوابها لعناصر لها علاقة بأعمال ومخططات إرهابية من خلال إنشاء مؤسسة إعلامية مشتركة بين جماعة الإخوان والدوحة بقيمة 100 مليون دولار، بدت أهدافها لخدمة الجانبين وخاصة بعد مرحلة وصول الجماعة إلى سدة الحكم فى مصر.
وكذلك كشفت عن دور المملكة العربية السعودية، التى وضعت مصلحة المنطقة العربية فوق علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
الرسائل الخاصة ببريد هيلارى كلينتون التى تم الموافقة عليها نشرها يبلغ عددها 35575 رسالة وعند النظر فيها بشكل سريع يبين مدى تدخل أمريكا فى الثورات العربية فى تلك الفترة وكيف كانت قرارات حكومة أوباما.
وكشفت المراسلات عن دور القيادة السعودية فى عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وكيف وضع مصالح المملكة وأمنها القومى على المحك من أجل الدول العربية ومنها البحرين ومصر والعراق واليمن.
حيث كشفت إيميلات هيلارى كلينتون المسربة عن موقف السعودية الداعم للعراق فى ظل الغزو الأمريكى فى ديسمبر 2002.
وتقول «كلينتون» فى إحدى المراسلات المسربة: «السعوديون لم يعودوا يثقون بنا فى أخذ مصالحهم بعين الاعتبار أو لحمايتهم من أعدائهم. بعد ما حدث ديسمبر،2002 الولايات المتحدة عندما أرادت غزو العراق عارضت السعودية ذلك بشدة».

ما سبق يوضح حجم الخيانة القطرية والعمالة للولايات المتحدة الأمريكية وتركيا لتدمير الدول العربية وإسقاط أنظمتها وتصعيد جماعة الإخوان الإرهابية للحكم وتكون ولايات تحت حكم الخليفة العثماني في إسطنبول.. لكن الله أراد إفشال هذا المخطط على يد الرئيس السيسي والجيش المصري بعد قطع ذراع هذا المخطط في مصر وهي جماعة الإخوان الإرهابية.