رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تعهد بومبيو بنشرها.. مصر والإخوان وقطر في رسائل هيلاري كلينتون

بومبيو
بومبيو

تعهد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بنشر رسائل البريد الإلكتروني المثيرة للجدل التي تعود للديمقراطية هيلاري كلينتون، وهي رسائل يقول المعسكر الرئاسي إنها ستثبت أنه ينبغي محاكمة كلينتون.

وشهدت السنوات الأخيرة تسريب العديد من الرسائل لكلينتون أثارت الكثير من علامات الاستفهام، خاصة فيما يتعلق بجماعة الإخوان والعلاقة التى ربطت بين وزيرة الخارجية السابقة والجماعة.

فى فبراير 2016، نشرت رسائل مسربة من البريد الإلكتروني لكلينتون، كشفت معلومات جديدة بشأن الغارات التي نفذتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى الناتو فى ليبيا عام 2011 وموقف قناة "الجزيرة" وقطر من تلك العمليات، إضافة للعلاقات بين واشنطن والمجلس العسكرى والإخوان المسلمين بعد ثورة 25 يناير.

وذكر موقع الإذاعة الوطنية العامة الأمريكى أن الرسائل التى أفرجت عنها الخارجية الأمريكية تعود إلى الأيام الأولى من الغارات التى أطاحت بنظام الرئيس الليبى السابق، معمر القذافى.

وكتبت كلينتون فى رسالة بتاريخ 20 مارس 2011، قالت فيها "كان هناك درس تعلمته فى التعامل مع تغطية قناة الجزيرة للأخبار، وهو أنه من المفيد لنا إشراك قطر فى الأحداث".

وحول العلاقات مع الإخوان، أرسلت نائبة مدير مكتب كلينتون، جاك سوليفان، فى 14 نوفمبر 2012، رسالة لكلينتون بعنوان غزة تقول فيها إن مصر استدعت سفيرها فى إسرائيل، ودعت لاجتماع عاجل لمجلس الأمن بالجامعة العربية، احتجاجا على الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأضافت سوليفان أن السفيرة الأمريكية فى القاهرة، آن باترسون، تحدثت مع عصام الحداد، مستشار الرئيس المعزول محمد مرسى للشئون الخارجية، موضحة أن محمد كامل عمرو، وزير الخارجية، طلب أن يتحدث مع كلينتون.

وبعنوان "الجيش المصرى مقابل ألمانيا وميركل"، قالت سوليفان لكلينتون فى رسالة بتاريخ 2 يناير 2012، إنهم علموا أن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بدأت إجراء اتصالات مع قادة الجيش المصرى فى المجلس العسكرى للتعاون المشترك فى عدد من المناطق والقضايا.

وفى رسالة أخرى، أرسلها مساعد وزير الخارجية الأمريكى، جيفرى فيلتمان، بتاريخ 10 إبريل 2011، قال إن صديقته فى القاهرة، كاثى رايلى، أرسلت مذكرة مثيرة للاهتمام قالت فيها، "بدأت الثورة المضادة، للمرة الأولى منذ 12 فبراير، تم سماع صوت مبارك على قناة العربية الآن، متابعا التحليل هو أن السعودية بقيادة قناة العربية تشن حملة لتصحيح الوضع وإنقاذ مبارك وسمعته".

وفى أكتوبر من العام ذاته، كشفت وثائق تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية أن المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية، هيلارى كلينتون، دعمت الإخوان المسلمين لوصولهم للحكم فى مصر عام 2012، واعتبرت انتخاب محمد مرسى، رئيسا، معلما نحو تحقيق الديمقراطية.

ونشرت صحيفة فرى بيكون الأمريكية، آنذاك، تفاصيل لقاءات عقدتها كلينتون، وقت أن كانت وزيرة للخارجية الأمريكية، مع الرئيس السابق محمد مرسي فى 14 يوليو 2012.

وتنقل الوثائق قول كلينتون وقتها "نحن نقف خلف انتقال مصر نحو الديمقراطية"، مضيفة أن السبيل الوحيد للحفاظ على مصر قوية هو تحقيق انتقال ناجح نحو الديمقراطية.

كما التقت كلينتون بمرسى فى ذلك الوقت لتهنئته بالرئاسة وعرضت الدعم الأمريكى لحكومته، والذى تضمن الخبرة التقنية الأمريكية والمساعدة من كل من الحكومة الأمريكية والقطاع الخاص لدعم برامجه الاقتصادية والاجتماعية المفترضة.

ووفقا للوثائق التى تم نشرها وفقا لقانون الحريات، عرضت كلينتون مساعدة سرية لتحديث وإصلاح جهاز الشرطة بما يخدم تحقيق الديمقراطية، وتضمن العرض إرسال فريق من الشرطة الأمريكية وخبراء الأمن إلى مصر كجزء من إطار تعاون.

وكانت كلينتون مستعدة لإطلاق صندوق مصرى أمريكى للشركات، بمبادرة من القطاع الخاص المصرى والأمريكى لمساعدة الأعمال المصرية، وكان من المقرر إطلاق الصندوق بمساهمة أولية قدرها 60 مليون دولار ثم ضخ 300 مليون دولار أخرى كمساعدات من الكونجرس على مدار 5 سنوات، وهو الصندوق الذى تم تأسيسه فى سبتمبر 2012.

وأكد أندرو مكارثى، المساعد السابق للنائب العام الأمريكى فى نيويورك، أن كلينتون دعمت جماعة الإخوان المسلمين بدلا من الجيش المصرى، لأنها رأت أنه من الضروري دعم الفائز فى الانتخابات.

كما كشف الكاتب والأكاديمى الفرنسى ألكساندر دي فالي فى تقرير لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، عن العلاقة التى ربطت الإخوان المسلمين فى مصر مع هيلارى كلينتون قبل خوضها الانتخابات الأمريكية.

وأشار الكاتب إلى أن العلاقة المتميزة للإدارات الديمقراطية مع الإخوان بدأت في الواقع في وقت مبكر من عام 1996، عندما كانت هيلاري كلينتون، الزوجة المؤثرة للرئيس بيل كلينتون آنذاك، تمت دعوتهم لأول مرة من قبل قادة USMB وهى مجموعة من الجمعيات الأخوية الأمريكية إلى الإفطار خلال شهر رمضان فى البيت الابيض، وتم الإعلان عن هذا الإفطار لأغراض انتخابية بارزة، كما كان الظهور المتكرر لهيلاري كلينتون وابنتها يرتديان الحجاب الإسلامي في وسائل الإعلام العربية مع وصول باراك حسين أوباما إلى السلطة، تعمق التقارب بين الإدارة الأمريكية والإخوان المسلمين.