رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لم تخف أو تبكِ».. كيف وصفت جيهان السادات لحظات الرئيس الأخيرة؟

جيهان السادات
جيهان السادات

قالت جيهان السادات في كتابها المنشور بعنوان "جيهان السادات- سيدة من مصر" الصادر عن المكتب المصري الحديث، إنه خلال التوتر المتصاعد في الأسابيع القليلة التي سبقت العرض العسكري بالمنصة احتفالا بانتصار أكتوبر، كانت تخاف على زوجها الرئيس "السادات".

وعبرت عن حزنها، وقالت:"لم يمر يوم واحد حين كنت أودع زوجي وأباركه في الصباح، إلا كنت أنتظر موته في المساء، ما عدا ذلك اليوم".

كانت "جيهان" متأكدة أثناء الهجوم وتتالي طلقات النيران بأن رصاصات الحراس ستضع حدًا لما يحدث، وكانت تكرر للسيدات "اهدأن"، وكانت تشعر هي شخصيًا بهدوء شديد، لا تبكي وليست خائفة، بل ولا تشعر بالخوف على حياة زوجها الرئيس "السادات"، قالت:"لم أكن أتوقع أن بعض أفراد القوات المسلحة يمكن أن يصيبوه بأذى، أنه يفكر فيهم كأولاده وكان يصفهم بأنهم أبناؤه، وهم من جانبهم يحبونه فهو قائدهم إلى النصر في عام 1973، عندما استطاعت القوات المصرية أن تعبر قناة السويس وتجتاح خط بارليف".

سألت جيهان السادات أحد رجال الحرس الجمهوري، محاولة ألا تلاحظ الدم الذي لطخ سترته البيضاء، أين الرئيس السادات؟ فرد قائلًا:"بخير، أقسم لك ياسيدتي، لقد حملته بنفسي إلى الهليكوبتر التي ستنقله إلى إلى مستشفى المعادي، يبدو أنه أصيب في يده فقط".

طلبت "جيهان" من حارسها أن تذهب إلى المستشفى، وكانت الأسئلة تدور في رأسها، هل هناك عملية للاستيلاء على الحكم؟ هل بناتها في البيت؟ ما الذي حدث للرئيس السادات؟، وكانت ترى فوزي عبد الحافظ، سكرتير الرئيس، هو محمول على نقالة وقد أصيب إصابات بالغة، وكانت لا تزال تعتقد أن زوجها لم يصبه ضرر فنائبه بخير، كما أن أحد الحراس جاء وهمس في أذن سوزان مبارك وأخبرها أن زوجها في أمان.

وصلت جيهان السادات إلى المستشفى، الجميع ينظر إليها بوجوم، "لم أفهم لماذا ينظر الجميع إليها بوجوم دون أن يوجهوا إليها أي حديث؟، وأسرع إليها رجل يبدو عليه الارتباك ووجه إليها أسئلة باللغة الفرنسية حول حالة السفير البلجيكي "روبل" وحين تعرف عليها قال:"آسف مسز سادات"، وكان السفير البلجيكي قد أصيب بإصابات بالغة لكنه لا يزال على قيد الحياة.

بدأ قلقها يزداد عندما عرفت أن "السادات" في غرفة العمليات، ووجدت نائب الرئيس "مبارك" قد ضمد يده وكانت قد أصابتها بعض الخدوش، انتظرت السيدة أحد الأطباء ليطمئنها على حالة "السادات" لكن لم يأت أحد، إلى أن دخلت الغرفة ووجدت الأطباء والمرضى يبكون، فارتمت عليه، وخرجت وطلبت من الأطباء عدم الدخول عليه، وغادرت المستشفى.