رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب يسري حسان عن أيامه في الجيش: أجمل سنة في حياتي

يسري حسان
يسري حسان

عن فترة تجنيده الإلزامية قال الكاتب يسري حسان في تصريحات خاصة لــ"الدستور": فى الأسبوع الأول لي في مركز تدريب المشاة فكرت في الهروب وإللي يحصل يحصل، لكني تراجعت، وأكون كاذبًا لو قلت لك إن التراجع كان بسبب الوطنية التي نقحت علي وقتها، التراجع كان خشية من الفضيحة وسط أهلي وناسي،" هربان من الجيش" كلمة سيئة السمعة ولا يصح أن تلصق بي، ثم إنني أخشى ضياع مستقبلي إذا لم أحصل على شهادة تأدية الخدمة العسكرية، أما أهم سبب فقد كان مركز التدريب الذي يشبه القلعة الحصينة والتي تحتاج إلى "جني مصور" حتى يستطيع الهروب منها.

تابع حسان: كانت الأجواء جديدة على شاب صغير حصل للتو على شهادته الجامعية، تدريبات شاقة ليل ونهار، وفي عز الحر، وأوامر ونواه صارمة، ونومة صعبة داخل "هنجر" وسط مجموعة من الشباب الذين لا أعرف أحدًا منهم، الصعيدي، والبحراوي، والبدوي، والقاهري، فيهم المتعلم تعليم عالي، والمتعلم نص نص، وفيهم الذي لا يعرف يفك الخط.

مر الأسبوع والحمد لله على خير وبدأت الاعتياد على زملائي وتقبل الأمر الواقع، وصارت ألفة بيننا وبين المكان وأجوائه الغريبة علينا جميعا، وانتهت فترة التدريب على خير، لكن رحلتنا مع المندوب إلى الكتيبة التى تم إلحاقنا بها، كانت رحلة رعب٬ إذ أخذ في تحذيرنا من أن "اللواء المقل" الذي تتبعه كتيبتنا هو "نار جهنم بعينها" من لم يلتحق به كأنه لم يلتحق بالجيش، وقال ح تشوفوا الويل، واضح إن أمهاتكم داعية عليكم.

الطين زاده بلة مقابلة صول مكتب الأفراد عم هاشم لنا، أكد على كلام المندوب، وأنا أيقنت أنها سنة سوداء، لكنى تذكرت أيام مركز التدريب الأولى ثم اعتيادي الأمر، وقلت ستمر الأيام مثلما مرت في المركز، وخلال الحوار الذي جرى بيننا وبين الصول هاشم حدث "لينك" بينى وبين الرجل الذي كان من باب الشعرية وعلم أنني من شبرا، سألني" أنت خطك حلو ياض" فأجبت بأنني خطاط أصلًا، مع إن خطي هو ونكش الفراخ سواء، فضمنى الرجل إلى مكتب الأفراد الذي كان مجاورًا لمكتب قائد الكتيبة، يطلع مين قائد الكتيبة؟ العقيد أركان حرب - وقتها- سامح مصطفى أبو هشيمة، كان قائدًا لسرية صاعقة في حرب أكتوبر المجيدة، وترقى حتى رتبة لواء ثم تقاعد والكل يعرفه الآن.

وأضاف: في هذه الكتيبة وتحت قيادة هذا القائد العسكري العظيم والرائع، أمضيت عشرة أشهر تقريبًا هي الأجمل في حياتي كلها، بالمناسبة لم يتسبب وجودي فى مكتب الأفراد في إعفائي من التدريب والخدمات وضرب النار وكل المهام التي يقوم بها زملائي، حتى أنني تفوقت في ضرب النار ورقاني القائد إلى درجة عريف وكنت المؤهل العالي الوحيد في الكتيبة الذي حصل على هذه الدرجة.

واختتم مؤكدا: تعلمت الكثير في هذه الفترة القصيرة، وارتبطت بصداقات، لازالت قائمة حتى الآن، مع العشرات من زملائي، منهم عبدالتواب الذي يبيع البليلة في سوق بلدهم بأسيوط، والأستورجي كرم فى درب سعادة، وعصام الترزي في الزاوية الحمرا، وسيد الحلاق في أبو حمص، وفريد المحاسب، وممدوح المحامي.. إلخ إلخ.

أحمد الله أنني خشيت من الفضيحة وضياع مستقبلي وأحمده أن مركز التدريب كان قلعة حصينة فلم أستطع الهروب في أسبوعي الأول بالجيش، وأحمده أنني واصلت وعملت تحت قيادة رجل عظيم، وربطتني صداقات عديدة بأحباء كثر. التجنيد كان بمثابة هدية إلهية، لي الفخر والشرف أن حصلت عليها.