رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد 20 عامًا.. كيف أثرت "الانتفاضة الثانية" على الحياة السياسية في إسرائيل؟

الانتفاضة
الانتفاضة

في مثل هذه الأيام تحل ذكرى مرور 20 عاماً على الانتفاضة الثانية، أو كما يسميها الفلسطينيون "انتفاضة الأقصى"، والتي تعد أحد المنعطفات المهمة في التاريخ الفلسطيني المعاصر، بالتحديد في العقود الثلاثة الماضية.

بعد مرور 7 سنوات على توقيع اتفاق أوسلو - الذي اعتُبر في نظر كثيرين في إسرائيل وفي العالم قراراً نهائياً تاريخياً للفلسطينيين بالتوجه إلى المسار السياسي- نشبت الانتفاضة، والتي كانت واحدة من الصراعات الأكثر قسوة في تاريخ النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.

بدأت الانتفاضة يوم 28 سبتمبر، عندما زار أريئيل شارون الحرم الإبراهيمي، في اليوم التالي نشبت مواجهات مسلحة واسعة النطاق، حصدت أربعة آلاف قتيل فلسطيني، وحوالي 32 ألف مصاب، وأكثر من ألف قتيل إسرائيلي وأكثر من ثمانية آلاف مصاب.

في نظرة إلى الوراء، منذ اندلاع الانتفاضة وصولاً إلى الانفصال عن قطاع غزة في عام 2005 (نقطة النهاية الفعلية لها) يمكن حصر التداعيات على إسرائيل في النقاط التالية:

الانتفاضة أعادت تشكيل الخريطة السياسية في إسرائيل من جديد، فترة الهجمات الكبيرة تركت وراءها آثر نفسي وسياسي عميق لدى الجمهور الإسرائيلي، ورغم قلة الحديث عن تلك الفترة الصعبة سواء في البرامج التليفزيونية والوثائقيات إلا أن آثرها لايزال واضحاً، وزادت "الهوس" الإسرائيلي بالأمن الشخصي، وهو ما فرض فكرة "الأمن" كمصطلح يجري تداوله في الحياة السياسية الإسرائيلية، وأصبح معياراً من قبل الناخب الإسرائيلي الذي بات يختار مرشحاً يعتقد أنه يوفر له "الأمن" قبل كل شيء، وهي الفكرة التي اعتمد عليها بنيامين نتنياهو طوال العقد الماضي الذي قضاه في الحكم.

ظهرت بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، مشكلة "عدم الثقة" على مستوى الزعامات وأيضاً على صعيد الجمهور، وهو ما تسبب في تعطيل أي اتفاق سلام لاحق، بسبب الخوف الذي تركته الانتفاضة.

الانتفاضة ضربت "اتفاقية أوسلو" ومنحت اليمين المبرر ليهاجمها، وأصبح اليمين فيما بعد "يهاجم كل اتفاقات السلام" انطلاقاً من الفكرة الإسرائيلية التي تقول أنه في كل مرة تنسحب إسرائيل من المناطق بصورة أحادية الجانب أو باتفاق (مدن في الضفة الغربية في اتفاق أوسلو، الانسحاب من الجنوب اللبناني، والانفصال عن قطاع غزة)، تُستخدم الأراضي التي يجري الانسحاب منها دائماً كنقطة انطلاق للخصم للإعداد لهجمات .

اليسار الإسرائيلي تأثر أيضاً من الانتفاضة والهجمات التي قام بها الفلسطينيون، وهو ما أثر على نتائج الاستطلاعات لأصوات الأحزاب اليساري، فبات واضحاً أن الجمهور الإسرائيلي انحرف نحو اليمين، وبدأ الترويج لفكرة أن الفلسطينيين ليسوا شركاء للسلام.