«رويترز»: تركيا تخاطر بحياة ٧ ملايين شخص مقابل «تنمية وهمية»
أكدت وكالة "رويترز" الإخبارية، أن المنازل الجديدة والطرق السريعة تزيد من مخاطر الفيضانات على الساحل الشمالي لتركيا المطل على البحر الأسود.
وتابعت، أن منطقة سكنية غمرتها مياه الفيضانات جزئيًا في محافظة جيرسون شمال تركيا، حيث قتل سبعة أشخاص ولا يزال آخرون في عداد المفقودين.
وأضافت أن البناء الرخيص على مجاري الأنهار والأراضي المنخفضة يشهد دمارًا على طول البحر الأسود.
وأشارت إلى أن علماء البيئة والمهندسين حذروا لسنوات من التنمية الحضرية السيئة في المدن الساحلية للبحر الأسود والجبال ذات الغابات الكثيفة التي ترتفع خلفها بشدة.
ويقولون إن هذا إلى جانب آثار تغير المناخ، قد جعل المنطقة معرضة للأمطار ما يعرض حياة ٧ ملايين نسمة للخطر بسبب تعرضهم للفيضانات.
وأوضحت أنه لا يزال 4 أشخاص في عداد المفقودين بعد العاصفة في "ديرلي" التي دمرت عشرات الطرق ومئات المباني.
ووفقًا لتقرير صادر عن مجموعة البيئة في أنقرة، شهدت تركيا 328 كارثة فيضان في عام 2018، وهو ارتفاع حاد مقابل 25 في عام 2000، وخلال نفس الفترة، تضاعفت كمية الأسفلت والخرسانة التي يتم صبها سنويًا على مستوى البلاد بأكثر من الضعف.
وأكدت الوكالة أن الفيضانات الأخيرة خلقت أكبر مدينتين في تركيا، إسطنبول وأنقرة، مشاهد سريالية على مدار السنوات القليلة الماضية لمترو الأنفاق التي تغمرها المياه والسيارات العائمة والناس الذين يسبحون عبر الشارع.
وفي منطقة البحر الأسود، يقول خبراء البيئة إن المخاطر تتفاقم بسبب التضاريس الجبلية ومئات السدود ومحطات الطاقة الكهرومائية والمحاجر والمناجم والطرق التي تم بناؤها هناك.
وقال نشطاء ومسئولون محليون، إن مشروعًا لربط المرتفعات الهشة بيئيًا في المنطقة بطريق سريع بطول 2600 كيلومتر (4184 ميل) استمر في المضي قدمًا على الرغم من أحكام المحاكم ضده لأسباب بيئية.