رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أول برنامج توعية لمتعافى المخدرات.. وخبراء: العلاج يبدأ من الأسرة

نيفين القباج
نيفين القباج

تفتتح الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعىُ ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، غدًا الأحد، أول برنامج تدريبي للتوعية الأسرية للمتعافين من تعاطى المخدرات، ضمن مشروع «مودة» التي تنفذه للحفاظ على كيان الأسرة في ظل وجود ارتباط وثيق بين التفكك الأسري وتعاطي وإدمان المواد المخدرة.

إبراهيم تعافى ويعمل في مركز لمكافحة الادمان

6 سنوات مرت على تعافي إبراهيم السويسي بعد 20 عامًا من إدمان المخدرات، يقول: "دايمًا كنت بسأل نفسي هو انا ليه بقيت مدمن، فتحت عيني على الدنيا لاقيت نفسي عايش بعيد عن أمي وعن أبويا بعد انفصالهم وكل واحد أتجوز، عايش مع جدتي لأمي".

تعرض "إبراهيم"لمؤثرات نفسية، قائلا: "ربت عندي غل وحقد ونقم على المجتمع، ولما دخلت المدرسة كنت باسرق أدوات زمايلي الكراريس والمساطر وأكسرهم واقطعهم"

بدأت علامات التراجع في الدراسة تظهر عليه، تعرف على عدد من الزملاء الذين اعطوه مخدرات كي يزيح بها غضبه، وتستمر معه حتى بعد زواجه وإنجابه ثلاثة أطفال، ويحكي: "المخدرات وصلتني إني كنت لما باروح عند حد من قرايبي أو قرايب مراتي كنت بخاف لحاجة تضيع وأنا موجود ليتهموني أو يشكوا فيا أني سرقتها".

يتابع: "كانت هذه الانكسارات بداية اللجوء للعلاج وبعد مشوار طويل من التعافي، أصبحت إنسانا أخر، منتج وفعال في المجتمع وصممت أن لا أعود مرة أخرى".

من خلال صندوق مكافحة الإدمان التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، أخذ إبراهيم دورة تدريبية وتأهيلية، والآن يعمل في أكبر مركز لعلاج الإدمان.

الأسرة سبب الإدمان
أكدت دكتورة بسمة سليم، استشاري علم النفس، أن بداية الدخول في الإدمان يكون من الأسرة، سواء كانت قاسية في التعامل وما يتم يتبعه من تعرض الشاب للضرب؛ فيصبح الإدمان وسيلة للهروب، أو كانت أسرة مدللة تلبي كل طلبات الأبناء، فبداية التأهيل النفسي يجب أن تبدأ بالأسرة لضمان استمرار العلاج للمتعافين وعدم انتكاسهم مرة أخرى.

وأضافت أن أهم علاج يجب أن يتم للمتعافين ما بعد التوقف عن الإدمان هو علاج الاضطرابات الشخصية الناتجة، فمن الممكن أن يكون هناك عدوانية تجاه المجتمع أو الأسرة تسبب له انتكاسة، أو شخصية وسواسية تجاه أي شخص، أو شخصية انطوائية وتوقف عن التعامل مع الناس والمجتمع.

وأكدت أنه ينبغى على الأسرة أن تلتزم بالبرنامج العلاجي الذي يضعه المعالج؛ لضمان التعافي بالشكل الأمثل ليس من الإدمان فقط وإنما من الاضطرابات النفسية الشخصية، فهذا البرنامج العلاجي يضمن عملية الدمج مرة أخرى للمتعافي في المجتمع والأسرة، وتأهيل الأسرة للتعامل مع كل هذه الاضطرابات الشخصية الناجمة عن الإدمان.

وقالت إن المرحلة الثانية من التأهيل للمتعافين من الإدمان بتوفير الوظيفة المناسبة لهم، وتنظيم الوقت فيما بين العمل وممارسة الرياضة التي تكون ضمن البرنامج التأهيلي، بحيث يكون وقته مشغول بكل الأنشطة التي لا تتيح له أي فرصة أو ثغرة للعودة إلى الإدمان مرة أخرى.

تغيير نظرة المجتمع
أوضحت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، أن عملية تعافي من الإدمان تتم بصورة فردية لكل مؤسسة، فالوزارة وحدها لا تكفى وينبغى اشتراك كل المؤسسات.

وأضافت أن القضاء على أي ظاهرة نفسية مجتمعية، بعمل ملف شامل توعوي يبدأ من المدارس بالتوعية بخطر الادمان، والجامعات وأهم دور يقع على الإعلام الذي يدخل كل بيت؛ للتوعية بخطر الإدمان والتوعية للأسرة والمجتمع.

وقالت إن بداية الدمج تأتي من المجتمع أولًا بتأهيله بعودة هذه الفئة إليه دون نبذ أو نظرات توحي أنه منبوذ أو به علة ما، فهذه بداية وأساس التعافي، ولا يتوقف الأمر فقط على العلاج الفردي.

وأشارت إلى أن توجيه المتعافين للحرف اليدوية أمر جيد، فهذه الحرف ستساعدهم على كسب لقمة عيشهم، وكذلك شغل أوقاتهم بما لا يسمح بوقت الفراغ بتعلمها، وستجعل منه مبتكر وتحفزه على الفن اليدوي الذي يحتاج إلى مهارة يدوية وعقلية.