«كانا طفلين».. تفاصيل أول لقاء بين رياض السنباطي وأم كلثوم

كان رياض السنباطي، قد بدأ يغني مع أبيه صغيرا في قرى ونجوع المنصورة، وغير بعيد عنه كان هناك فنانة تصعد إلى سماء الطرب على مهل، تجوب القرى والكفور مع أبيها الشيخ وشقيقها المعمم، كان اسمها أم كلثوم، وهي من مسقط رأس غير بعيد عن رياض، وهو يسمع عنها ويتمنى لو يراها، وهي تسمع عن السنباطي الكبير وولده وتتمنى لو تراهما.

وفي محطة درين التي يقف عليها القطار التقيا، كان الوقت فجرا، والضباب ينزل على مهل، والمطر يهطل، وكانت هي تحتمي بجبة أبيها، وهو يحتمي بشدة أبيه، السنباطي الكبير والشيخ إبراهيم تصافحا وأم كلثوم ورياض السنباطي تعارفا.

كان رياض أصغر منها، وكانت تشفق عليه من هزاله، وأقبل القطار يصفر فاستقلاه وجلسا متجاورين، وراحا يقطعان الوقت بالحديث، لكن النوم غلبهما بينما استأنف الكبار حديثهما.

وعند محطة المنصورة افترقا، ولم يكن أحد يدري أن صغيرين ركبا معا قطار الدلتا سوف يصفق لهما العالم بأسره حين يلتقيان مرة ثانية، وذلك حسبما ذكر فوميل لبيب في مقال له بمجلة الهلال.