رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«القومي للترجمة» يصدر «أماكن صغيرة وقضايا كبيرة»

أماكن صغيرة وقضايا
أماكن صغيرة وقضايا كبيرة

صدر حديثا عن المجلس القومي للترجمة كتاب "أماكن صغيرة وقضايا كبيرة"، وأول ما يطالعنا كلمة الغلاف الخلفي المثيرة للجدل من متن الكتاب، إذ يقول المؤلف "في عمله الرائد، أوروبا والأناس اللذان بلا تاريخ، يكتب إريك ولف تاريخ الاكتشافات العظيمة من منظور الشعوب المُكتشَفة".

وفي كتاب "جزر التاريخ" يقارن ساهلينز الروايات الشفهية البولينيزية للتاريخ بالروايات المكتوبة التي صاغها أجانب، مظهرًا كيف أنها جميعًا كانت تأويلات ثقافية لنفس الأحداث، وأن التواريخ الأجنبية، ليست بالضرورة أكثر صحة من التواريخ المحلية.

لقد دفع ليفي شتراوس من قبل، متماشيًا مع هذا النمط من الاستدلال، بأن كتابة التاريخ هي أسطورة زماننا لأنها شأن الأساطير الشفهية، قائمة على تفسير أيديولوجي لمجموعة محدودة للغاية من الحقائق عن الماضي، لقد دفع فيما كان في الأصل هجومًا على رؤى جان بول سارتر المشوبة بالاستعلائية العرقية، بأن كتابة التاريخ ليست نتاجًا للماضي، ولكنها بالأحرى اُبتكرت من واقع الحاجات التي كان يدركها هؤلاء الذين يكتبون التاريخ.

والكتاب كما يشير عنوانه الفرعي يطوف بنا في خلال الفرعين الأساسيين في الأنثروبولوجيا، وهما الأنثروبولوجيا الاجتماعية كما تمثلها المدرسة البريطانية، والأنثروبولوجيا الثقافية كما تمثلها المدرسة الأمريكية.

ويقع في 679 صفحة كتاب "أماكن صغيرة وقضايا كبيرة" مقدمة للأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية" حيث يحمل مسلسل 3124 لمؤلفة توماس هيلاند إريكسن ومن ترجمة المترجم عبده الريس.

فالمؤلف يستهل مقدمته في محاولة منه لتعريف القارئ بمنهج الكتاب قائلًا: "الأنثروبولوجيا اليوم تمثل فرعًا معرفيًا عالميًا، لكنه موزع بنحو غير عادل عبر العالم، وتعد الإنجليزية هي اللغة السائدة للخطاب الأنثروبولوجي، وهي كذلك الآن أكثر من أيامه الأولى، غير أن ثمة بحث مهم يجري أيضًا بلغات أخرى، من الروسية واليابانية إلى الفرنسية والإسبانية.

والأمر يفوق قدراتي في أن أنصف كل هذه التقاليد القومية، لكنني قمت بمحاولات واهنة. ورغم ذلك تظل حقيقة أن هذا الكتاب يتم وضعه من موقع كشفي في الأنثروبولوجيا الناطقة بالإنجليزية، لقد كان من الشائع لسنوات عديدة التمييز بين الأنثروبولوجيا الاجتماعية البريطانية والأنثروبولوجيا الثقافية الأمريكية.

أما اليوم فقد تلاشى هذا الحد، ورغم أن التمييز يتم التركيز عليه في النص، فإن الكتاب اتخذ عن قصد عنوانه الفرعي"الأنثروبولوجيا الثقافية والاجتماعية" في محاولة للتغلب على فصل عقيم بنحو أساسي".

والكتاب يأتي في عشرين فصلًا وخاتمة، وتتضمن الفصل الأول الحديث عن "الأنثروبولوجيا: المقارنة والسياق" ثم الفصل الثاني "تاريخ وجيز للأنثروبولوجيا" ثم الفصل الثالث "العمل الميداني والاثنوجرافي" ثم تختتم الفصول العشرين بفصل "الأنثروبولوجيا العامة" ثم تأتي بعده خاتمة يكرس فيها المؤلف لأهمية الأنثروبولوجيا وكيف تكتسب هذه الأهمية لا سيما في العصر الحالي.

ويشار إلى أن مؤلف الكتاب هو توماس هيلاند اريكسن أستاذ الانثروبولوجيا الاجتماعية بجامعة أوسلو بالنرويج ونائب رئيس الجمعية الأوروبية للأنثروبولوجيا الاجتماعية له العديد من المؤلفات من "العولمة: المفاهيم الأساسية" ما الأنثروبولوجيا؟" و"العولمة: دراسات في الأنثروبولوجي".

أما المترجم فهو عبده الريس، فهو عضو اتحاد كتاب مصر ومرشح القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الترجمة 2014.

ومن أبرز أعماله: ترجمة لكتاب "اليسار الفرويدى" من تأليف بول أ. روبنسون العدد 724 عن المشروع القومي للترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة 2006 – مصر، ترجمة لكتاب " تاريخ الانثروبولوجيا" طبعة أولى 2014 وطبعة ثانية 2019، ترجمة لكتاب "المفاهيم الأساسية لفلسفة الفن" المركز القومي للترجمة 2018.