رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عادل الحلو: «لو وقفت يوم مقدرش ألعب سيرك تاني» (فيديو)

عادل الحلو
عادل الحلو

مهنة السيرك لا يمكن تموت.. قالها وهو على يقين تام بأن تلك الفقرات المتكررة ستحظى بجمهور جديد كل يوم، فطالما وجد الباحثون عن المتعة والتشويق سيستمر المسرح في إضاءة المصابيح واستقبال الضيوف من الصغار والكبار، وكان عادل الحلو الذي أطفأ شمعته الستين شاهدًا على تعاقب الجمهور وتغيره باستمرار وذلك لأكثر من ثلاثين عامًا.

ينتمي لفئة اللاعبين القدامى، فهو من الخبراء في لعبة السيف والخنجر، ويقدمها في سيرك الحلو منذ أن كان في مقتبل عمره، وتنقل بين الكثير من البلدان وهو يقدم نفس الفقرة وغيرها من العروض الخطيرة التي تحتاج إلى تدريب يومي مكثف حتى لا ينتهي العرض نهاية غير سعيدة.

وفي كل يوم يدخل عادل الحلو إلى المسرح يُحيي الجمهور، ويحذرهم من خطورة العرض، ثم يبدأ في ويحمل السيف في فمه وفوقه تتوازن عدة قطع ثقيلة الوزن، ويتحرك بها دون أية مشكلة وقوفا وجلوسا، ويتبادل الحركات مع رفيقه على المسرح.

سافر الحلو في شبابه إلى رومانيا ليقدم بعض العروض من السيرك المصري، وحصل على أكثر من جائزة: "لفيت العالم كله مع السيرك، وكان أكثر مكان قعدت فيه هيا رومانيا، وهناك واجهت صعوبات كتير، لكن دائمًا بقدر أتغلّب على المخاوف والصعوبات لما أبص في عيون الجمهور، بتعلم منهم الثقة والجرأة والشجاعة".

يتذكر إحدى المرات التي خانه ذكائه فيها: "في يوم كنت مرهق وقع الخنجر على صدري بسبب خلل في التوازن، وكان ممكن تحصلي إصابة خطيرة، لكني تداركت الخطأ ونفذت الفقرة من الأول قدام الجمهور واعتذرت، وبعدها حافظت على تدريباتي اليومي علشان ميحصلش نفس الموقف تاني".

يحتاج لاعب السيرك المتخصص في هذا النوع من الفقرات إلى تدريب الفك بصورة يومية لتقوية العضلات الدقيقة الموجودة في الفك، وإذا فقد اللاعب تركيزه في أي لحظة قد ينتهي العرض بإصابات خطيرة: "لو يوم معملتش التدريبات عضلة الفك تضعف ومتقدرش تشيل السيف والخنجر، عشان كده هيا فقرة خطيرة ومرهقة، ولكنه يعتمد على خبرته التي تتخطى الثلاثين عامًا".

عندما يصل لاعب السيرك إلى عمر الستين ويرفض التخلي عن عمله، عادة ما يتحول إلى تقديم فقرات بسيطة مثل المهرج أو الساحر الفكاهي الذي يخرج للجمهور بين الفقرات القوية، ولكن عادل الحلو رفض أن يكون تقدمه في العمر عائقًا أمام تقديم فقرة السيف والخنجر الخطيرة، ولا زال يقدمها حتى الآن.

وكما ورث عادل المهنة من أبيه وأجداده، حاول أبنائه اللحاق بركب عروض السيرك، ولكنه بذل قصارى جهده حتى لا يتعرض أبناءه للمواقف الخطيرة التي يتعرض لها يوميًا، وحتى لا يضطر إلى إجبارهم على التدريب المكثف بشكل يومي لساعات طويلة، لكن بعضهم رفض الإذعان لحديثه ومازالوا يتدربون حتى تصبح لهم فقرة ثابتة على مسرح السيرك، ذلك المكان الذي ينتمون إليه جميعًا ولا يريدون مفارقته إلى مهنة أخرى.