رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القنوات الفضائية الخاصة!!


لا أحد ينكر الدور الكبير الذى لعبه الإعلام فى إزاحة حكم عصابة الإخوان، ويأتى فى المقدمة القنوات الفضائية الخاصة والتى أخذت على عاتقها أن تكشف المخططات الشيطانية للرئيس المعزول وجماعته الإرهابية، والحقيقة أن تصرفات المعزول منذ الأسبوع الأول له فى الحكم حينما أصدر قرارا بإلغاء حكم المحكمة الدستورية العليا وعودة مجلس الشعب المنحل هذا القرار كشف بوضوح عن المستقبل

المظلم الذى ينتظر مصر فى عهد مرسى وتوالت بعدها القرارات الكارثية من عزل النائب العام أول مرة ثم عزله مرة أخرى ثم فضيحة الإعلان الدستورى الباطل ولم يكن يمر أسبوع فى حكمه إلا وارتكب مصيبة أو كارثة أعطت الفرصة والمادة الإعلامية للقنوات الفضائية الخاصة. وللأمانة هذه القنوات تحملت بكل شجاعة واقتدار مسئولية الدفاع عن هذا البلد ولذلك كانت دائما مدينة الإنتاج الإعلامى فى مرمى نيران الإخوان وأنصارهم من الجماعات المتشددة وجرت محاولات اقتحامها أكثر من مرة وتعرَّضَ الإعلاميون والضيوف أيضا للضرب والاعتداء. خلال عام من حكم مرسى سيطرت جماعة الإخوان على الإعلام الرسمى المرئى والمقروء والمسموع، ولم يكن يشغلها مبنى ماسبيرو بقنواته التليفزيونية والشبكات الإذاعية الكثيرة ولا حتى الصحف القومية العديدة بل كانت القنوات الفضائية الخاصة -بعضها وليس كلها وبعض البرامج فيها-أكثر تأثيرا على المواطنين من آلاف ساعات البث الرسمية، وبالفعل استطاعت هذه الفضائيات أن تساهم فى إزاحة حكم الإخوان بفضل شجاعة ملاكها والعاملين فيها الذين غامروا بحياتهم من أجل هذا البلد العظيم، وأثناء الهجمة الشرسة على مصر بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة معظم هذه القنوات بثت برامجها باللغة الإنجليزية حتى توضح للعالم الخارجى حقيقة الأوضاع فى مصر وتمحو الصورة السيئة التى تبثها قناة «الجزيرة» عن الثورة المصرية، ومازالت القنوات الفضائية الخاصة حتى كتابة هذه السطور رأس حربة فى مواجهة الإخوان داخل مصر وخارجها وأصبحت تبث برامجها على الهواء مباشرة طوال اليوم لمتابعة جميع الأحداث على مستوى الجمهورية رغم أن المادة الإخبارية السياسية مكلفة جدا والعائد الإعلانى منها قد لا يغطى تكاليفها إلا أن هناك إصراراً من هذه القنوات على مواصلة دورها فى كشف حقيقة تنظيم الإخوان الإرهابى، ومؤخرا رأينا قناة «سى بى سى» تقرر وقف أهم برنامج يحقق لها عائداً مادياً لأنه لم يلتزم بتوجه القناة وهى الوقوف مع الجيش والشرطة والشعب ضد الإرهاب والعصابة الإجرامية التى تسعى لتدمير البلد، والفضائيات الخاصة لم تكتف فقط بالدور الإعلامى بل أطلقت مبادرات لإعادة بناء الاقتصاد المصرى والتشجيع على المشاركة فى الاستفتاء على الدستور باعتباره تأكيدا لخارطة الطريق وشرعية ثورة 30يونيو. أعتقد أن الشعب المصرى كله الآن ما عدا أنصار المحظورة ترك مشاهدة قناة الجزيرة المشبوهة بعد أن استحوذت الفضائيات المصرية الخاصة على اهتمامه وقدمت له ما يريد، كنت ومازلت أتمنى أن يقوم الإعلام الرسمى بهذا الدور أو على الأقل مشاركة الفضائيات الخاصة فى تحمل المسئولية ولكن للأسف الشديد حزنت كثيرا على ماسبيرو والعاملين فيه الذين يتقاضون أضعاف ما يعملون ومع ذلك كانوا على وشك حرق المبنى بسبب عدم صرف مائة جنيه منحة عيد الأضحى.

■ مذيع بإذاعة الشرق الأوسط