رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على سعدة يكتب: ماذا لو؟

على سعدة
على سعدة

ماذا لو حذت الآن كل الدول العربية حذو مصر أثناء حكم الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، واعترفت بدولة إسرائيل، وطبعت العلاقات الدبلوماسية بتبادل السفراء والمعاملات التجارية والعسكرية مثلها مثل معظم دول العالم، وفى مقدمتها تركيا؟
وماذا لو كل الدول العربية اقتنعت أخيرًا- بعد ما عانته من ويلات الحروب، وما تبعها من شهداء وضحايا من خيرة شبابها أكثر من اثنين وسبعين عامًا- أن حل القضية الفلسطينية لن يتم بالشعارات والمقاطعة وضخ الأموال والسلاح لقادة حماس، الذين يطلقون صاروخًا ورقيًا على إسرائيل كل عشرة أعوام لتبرير استحواذهم على مليارات الدولارات من دول النفط العربية، ويستمتعون برفاهية لا يجاريهم فيها أصحاب المال أنفسهم؟
وماذا لو جلست أطراف النزاع على مائدة المفاوضات التى هربوا منها فى مينا هاوس «واتهموا مصر بالخيانة بل وقطعوا علاقتهم بها بغباء»، ليضعوا حل الدولتين وتعيش المنطقة كلها فى سلام ودون حروب وآلام، وتفتح القدس أبوابها لكل الديانات؟
الإجابة ببساطة: ستتوقف السبوبة عن كل المتنطعين، وسيهاجم الدول العربية كل الهمج المنتفعين بحالة اللا سلم واللا حرب، وستخرج الجرذان من جحورها تولول لضياع القضية وتتهم العرب بالخيانة والتخاذل والعمالة، متناسين كل ما فعلوه لهم طوال العقود الماضية، وتحمّلهم فوق طاقتهم وعلى حساب شعوبهم من أجل قضية باعها أصحابها وجبنوا عن الدفاع عنها وخانوا وسرقوا ونهبوا كل من ساعدهم.
المنظر الذى رأيناه جميعًا من حرق صور قادة الإمارات وعلمهم، شاهدناه من قبل وهم يحرقون علم مصر ورؤسائها «ما عدا صور مرسى الخائن بالطبع»، وسنراها مستقبلًا مع كل رئيس دولة عربية وعلمها لو وافقت على التطبيع مع إسرائيل.. ولا تسألنى عزيزى القارئ: لماذا لم يهاجموا تركيا حتى الآن وهى أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل؟ الإجابة سنعرفها بالقطع حين تتخلص تركيا من حكم الإخوان وتطردهم وزبانيتهم من أراضيها.. حينها ستذهل مما تسمع وترى، وسيكون علم تركيا وصور رئيسها الجديد فى المحرقة مع هتافات التكبير والشتائم المنتقاة.
بالطبع التعميم جهل مرفوض، فلنا أخوة وأنساب مع الشعب الفلسطينى المحترم، والذى يعى تمامًا ما تفعله حماس وقادتها الذين يعشقون الخيانة والمال وعض الأيادى التى تطعمهم.. وإن غدًا لناظره قريب.