رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا الأطفال أقل عرضة للإصابة بكورونا؟

كورونا عند الاطفال
كورونا عند الاطفال

11 يونيو الماضي، كان موعد خروج أصغر طفلة متعافية من فيروس "كورونا" المستجد تبلغ من العمر 52 يومًا فقط، وذلك بعد انتقل إليها الفيروس من والدتها، وخرجت الرضيعة من قسم العزل بمستشفى السويس العام بعد تلقي العلاج لمدة 18 يومًا، لتخرج بعدها منذرة أن فئة الأطفال ليس لديها أي استثناء من العدوى أو الإصابة بـ"كورونا"، ورغم أن عدد من الدراسات أكدت أن الأطفال الأقل عرضة للإصابة إلا أنها لم تؤكد أنهم بعيدون عنها.

وفي الوقت نفسه، منذ أيام قليلة، قرر المهندس أشرف نوير، رئيس سلطة الطيران المدني المصري، إعفاء الأطفال أقل من 6 سنوات من تحليل الـ"بي سي ار" عند دخولهم إلى البلاد من خلال كافة المطارات، وهو التحليل الذي يثبت مدى إيجابية أو سلبية الشخص بالفيروس، ومن هنا كانت تساؤلاتنا حول ماهية هذا القرار، وهل يؤيد الأطباء ذلك كون أن الأطفال الأقل عرضة للإصابة، وما هي الإجراءات الاحترازية الواجب اتخاذها تجاه الأطفال لضمان عدم إصابتهم أو تحولهم إلى مصدر للعدوى.

بداية، يقول الدكتور حامد محمد، طبيب أمراض المناعة، إنه ورغم أن الأطفال أصحاب النسبة الأقل جدًا في الإصابة أو الوفاة بكورونا، لكن هذا ليس مؤشرًا أو ضوء أخضر للتخلي عن الإجراءات الاحترازية تجاههم، سواء لوقايتهم أو الوقاية منهم، تحسبًا لأن يكون أي طفل حاملًا للفيروس، خاصة الأطفال أصحاب المناعات الضعيفة والمرضى بأمراض أخرى كالقلب أو من لديهم عيوب خلقية في الكلى مثلًا، ومرضى السكر وغيرهم".

ونصح "محمد"، في حديثه مع "الدستور" الأمهات باتباع سبل إجرائية لحماية الطفل منها: عدم التواجد في الأماكن المزدحمة –خاصة الفئات التي تم ذكرها- وارتداء الأطفال فوق سن عامين للكمامة في حال خروجهم.

تقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن عدد حالات الإصابة بكوفيد - 19 الناتج عن فيروس كورونا بين الأطفال أقل منها بين البالغين، 2% من حالات الإصابة المؤكدة في الولايات المتحدة كان أصحابها دون سن الـ18، ويبلغ هذا المعدل في الصين 2.2% وفي إيطاليا 1.2% وفي إسبانيا 0.8%، إلا أن خبراء الأوبئة أكدوا أن هذه المعدلات لا تتضمن الأطفال الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض لأنه نادرًا ما تجري فحوص لمن لا تظهر عليهم الأعراض.

وأكد الدكتور أحمد علي، طبيب أطفال، أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بسبب مناعتهم القوية على عكس البالغين، وأنه في مصر حتى الآن إصابة الأطفال بالفيروس ليس متفشيًا بالدرجة التي تجعل هناك قلق تجاه هذه القصة، مشيرًا إلى أن الأعراض تقريبًا متشابهة مع ما يصيب البالغين كالحمى والسعال وأحيانًا القئ والإسهال، ولعل الإصابة تكون لأطفال هم أصحاب المناعات الضعيفة في الغالب والمصابون بأمراض هي السبب في إضعاف مناعتهم، لكن الطفل السليم بطبيعته يتمتع بمناعة قوية.

وحسب أحدث معلومات عن منظمة الصحة العالمية، فإن أعراض الفيروس متشابهة عند الأطفال والبالغين. ومع ذلك، فالأطفال الذين يعانون من الفيروس المؤكد لديهم أعراض خفيفة بشكل عام، ومن غير المعروف حتى الآن ما إذا كان بعض الأطفال قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة، على سبيل المثال، الأطفال الذين يعانون من حالات طبية أساسية واحتياجات رعاية صحية خاصة، وهناك الكثير مما يمكن تعلمه حول كيفية تأثير المرض على الأطفال.

وطبقًا لدراسة تم تطبيقها على أطفال أوروبيون مصابين بالفيروس شملت 582 طفلًا تراوحت أعمارهم بين 3 أيام و18 عامًا يعيشون في 25 بلدًا أوروبيًا، وخلصت النتيجة إلى أنه من بين 4 وفيات 0.69% لم تُسَجل أي وفاة في صفوف الأطفال ممن تقل أعمارهم عن 10 سنوات، و2 من المتوفين كانا يعانيان من حالات صحية سابقة، وأكثر من نصف أطفال الدراسة أُدخلوا إلى المستشفى، و8% منهم احتاجوا إلى العلاج في وحدات العناية المركزة.