رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بينها «أقاصيص والده».. عوامل أسهمت في التكوين الأدبي لحنا مينه

الروائي السوري حنا
الروائي السوري حنا مينه،

عامان مرا على وفاة الروائي السوري حنا مينه، الذي وافته المنية في 21 أغسطس لعام 2018، عن عمر ناهز الـ94 سنة، بدمشق.

ويعد حنا مينه نموذجا للأديب العربي المتمرس بتجارب الحياة حيث تلقى أهم دروسه وخبراته الإنسانية والفكرية، وتزخر أعماله الأدبية بثراء تجاربه الواقعية وغزارة انطباعاته الحسية.

عوامل عدة أسهمت في التكوين الأدبي والفني لدى الروائي الراحل، والتي تحدث عنها في حوار له بمجلة "الدوحة" بعددها رقم 5، بتاريخ إصدار 1 مايو لعام 1978، وكشف عن أن البيئة الاجتماعية التي خرج منها ضمن مكونات هذه الحياة، والتي وصفها بإسهاب في رواياته "بقايا صور" و"المستنقع".

وكان لوالد" مينه" وأقاصيصه وتجاربه في الحياة فضل غير قليل في تكوين ملكة القصة لدى حنا مينه، بل كان لوقفاته أثناء حكاياته عن تجاربه في الحياة وما فيها من تشويق، نوع من التمرين له في مجالي الإيقاع والتشويق في قصصه، بينما خارج دائرة البيئة العائلية والاجتماعية، كان لظروف النضال التي عاشها وعايشها تأثيرا في قدرته على رؤية ما هو جديد وما هو وليد في الحدث، وما له مستقبل في الحياة من حيث القدرة على رصد المتغيرات واستشراف الآتي دائما.

وفي المجال النظري، لعبت قراءاته الكثيرة دورا مهما في تكوينه، وقد أثرت الأدبيات الكلاسيكية الروسية فيه تأثيرا شديدا، وغرست في نفسه واقعية استطاعت حياته الملونة أن تضفي عليها طابع الرومانتيكية، وهناك عدد من الكتاب الذين أحبهم كثيرا في طفولته وشبابه ومن بينهم جبران خليل جبران، وجوركي، وتشيكوف، وناظم حكمت، وهيمنجواي، ومن الكتاب العرب نجيب محفوظ، ورضوان الشهال، وإلياس أبو شبكة.