رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مأوى وملاذ».. هكذا تتمثل المرأة في روايات حنا مينه

حنا مينه
حنا مينه

تحل اليوم، الذكرى الثانية لوفاة الروائي السوري حنا مينه، الذي رحل عن عالمنا في 21 أغسطس لعام 2018، عن عمر ناهز الـ94 عاما، بدمشق.

و احتل حنا مينه برواياته موقع الريادة بين الروائيين العرب، وتميزت أكثر رواياته بنوعية الاختيار وشمولية الموضوع، وهو يتقصى من خلالها عالم البحر وعالم الغابة وقاع المجتمع، بكل ما فيه من صراع تجاوز في رصده حتى التسميات التقليدية التي أطلقت عليه، ومنها "أديب البحر" و"همنجواي العرب".

ودائما ما كان يؤكد "مينه" أن التجديد الذي جاء في مجال الرواية العربية، كان في الموضوعات التي طرقها، أكثر مما كان في الأشكال المبتكرة التجريبية أو العصرية التي كتبت بها، وفي كل ما كتب كان يحاول أن يتجنب 3 أمور أساسية هي: الإسقاط الفكري، والافتعال، والصراخ، وكان النقاد يتساءلون عن شروط تكوين العالم الروائي الذي صاغه حنا مينه، هل في موضوعات العمل الروائي؟ أم مضامينه؟ أم في غنى المادة الحياتية التي يكتنزها؟ أم في الرواية التاريخية الشمولية؟ أم في تناسق وتناغم هذه العناصر مجتمعة؟

وفي حوار له حول المرأة في أدبه بمجلة "البيان" الكويتية، في عدديها رقم 324، 325، وبتاريخ 1 يوليو لعام 1997، تحدث عن مكان المرأة في عالمه الروائي، وهو يرى التجلي في أنبل ما فيها من صفات وكيف رصد نموذجها الإنساني وكيف تحدث عنها.
ودائما ما تشكل المرأة في روايات حنا مينه مأوى وملاذا، ويكمن ذلك في إيمانه المطلق بقدرة المرأة على صنع الحياة وبمشاركة الرجل، وقناعته أنها في ميدان التقدم الاجتماعي، صانعة هذا التقدم في ممارساتها السلوكية التي تملك الجرأة للخروج على المألوف، واستطرد خلال حديثه قائلا: إن المرأة أكثر من حبيبة ورفيقة وزوجة وأخت، إنما ملهمة وشريكة كفاح، وهي أم، على كتفها نضع كل متاعبنا، وعلى صدرها نستريح.

وعن جوهر جدلية العلاقة في رواياته بين الحب والمرأة، أشار إلى أن الحب في رواياته ذو نزعة إنسانية عميقة، لكنه ليس بالحب السهل، وغالبا ما يأتي عبر الصراع، لأن شخصياته نفسها، كما أشارت الدكتورة نجاح العطار في دراستها "جدلية الخوف والجرأة"، تنطوي على هذا الصراع، على مدى حياتها الروائية، والمرأة، الطرف الآخر في علاقة الحب، ليست هامشية عنده، ولا عند أبطاله، إنها أساس من أسس الوجود، وجوهر فيه، ويكاد حب المرأة أن يكون مالكا لقلوب الأبطال.

واستنكر ما زعمه بعض النقاد أن المرأة، الزوجة والأم، هي ناقصة الصفات في أدبه، قائلا: هذا ليس صحيحا، المرأة والمستقبل هما قضية أدبي، ويأتي الحب دائما رباطا إنسانيا فيه كل الاحترام للمرأة، وكل التجلي لأنبل الصفات فيها، ومن هنا أقول إن الذي يزعمون غير ذلك لم يقرأوا كتبي.