«بسملة».. قصة طفلة مهددة بالموت بسبب «خطأ طبى» فى «قصر العينى»
لم تكن الطفلة بسملة علاء، التي تخطو خطواتها الأولى في الحياة، تدرك أن قرار تحويلها من المستشفى الجامعي في سوهاج إلى مستشفى «قصر العيني» بالقاهرة، سيقربها من الموت لمسافة كبيرة، وسيجعل العملية الجراحية اللازمة لها في إحدى عينيها سبباً لتوقف قلبها وتعرضها لمضاعفات صحية خطيرة من بينها الشلل، هذا إن نجت من الأساس.
منذ أكثر من شهر، تعرضت «بسملة» لإصابة بآلة حادة تحت أحد عينيها، في منزلها بمدينة أخميم، ولم يجد والدها بداً من التوجه بها إلى المستشفى الجامعي في سوهاج، وهناك أخبروه بأنهم «فعلوا المطلوب منهم وفقاً للإمكانيات المتاحة»، وطلبوا منه التوجه إلى مستشفى «قصر العيني» لإجراء جراحة.
حالة الطفلة التي كانت لا تزال تلعب على قدميها وتملأ منزلهم بالبهجة، وتحدثهم طوال مشوار السفر من سوهاج للقاهرة، وحديث أطباء سوهاج معه قبل السفر، اعتقد الأب أن الأمر بسيط، ولا يتعدى جراحة تجميلية تحت العين، لكن حلمه هذا أجهضه «إهمال» طبيب تخدير في واحدة من أكبر الصروح الطبية في مصر.
يقول الأب بعيون تملأها الدموع لـ«الدستور»: «ودعت بسملة وهي تمشي على قدميها على باب غرفة العمليات، وطمأن قلبي ضحكتها المعهودة، وبعد مرور ساعات فوجئنا بأطباء وممرضين يهرولون إلى داخل الغرفة، ثم أخبرونا بأن الطفلة تحتاج لرعاية مركزة».
«ماذا حدث؟».. سأل الأب الجميع ولم يجبه أحد، حتى علم من أحد الأطباء أن قلب ابنته توقف تمامًا بسبب «جرعة تخدير زائدة»، الأمر الذي استدعى دخول الطفلة –التي لم تعان طوال حياتها أي أمراض- إلى الرعاية المركزة، بعد إنقاذها بشكل مؤقت، وذلك من يوم 6 يوليو الماضي.
وكان من مضاعفات ما حدث تركيب «أنبوبة حنجرية»، تدخل من الفم للقصبة الهوائية كمجرى هوائي، وتتصل بجهاز تنفس صناعي، حتى تتمكن الطفلة من التنفس بشكل طبيعي.
والآن لا تزال الطفلة على هذه الحالة منذ ما يزيد على شهر، وبحسب الأم، تخشى أسرة الطفلة التقدم بأي شكاوى خوفاً على حياتها، لكنهم في ظل بقاء الوضع كما هو قرروا اللجوء إلى الصحافة، خاصة في ظل المعاملة السيئة من ممرضات قسم «رعاية القلب والصدر».
وتطالب أسرة الطفلة بمعرفة حقيقة ما حدث لابنتهم، ومحاسبة طبيب التخذير الذي تسبب في سوء حالتها وتعرضها لمضاعفات خطيرة، وجعلها بين الحياة والموت، في انتظار «نجاة منقوصة».