رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد عفيفي يقدم تاريخ «فن شبرا» في كتاب

الدكتور محمد عفيفي
الدكتور محمد عفيفي

يرصد الدكتور محمد عفيفي أستاذ ورئيس قسم التاريخ الحديث بجامعة القاهرة في كتابه "شبرا.. إسكندرية صغيرة في القاهرة" الصادر عن الهيئة العامة للكتاب التحولات الكبرى التي أصابت حي شبرا وأهم الشخصيات التي نشأت وعاشت في هذا الحي العريق وكان لها اسهامات كثيرة في عالم الفن والفكر والثقافة.

يشير "عفيفي" إلى أنه لا يعرف الكثيرون عن الفن في شبرا أكثر من النجوم المعروفين ٬ لكن قليلين هم فقط من يعرفون أن أبو السينما المصرية المخرج محمد بيومي أنشأ استوديو "بيومي" في العشرينيات في ذلك الحي العريق٬ بالإضافة إلى أستديو المخرج "كوستا نوف" في 104 شارع ساحل روض الفرج.

لم يكن أستديو "بيومي" الوحيد من نوعه٬ بل كان عدد الاستوديوهات السينمائية التي أقيمت في شبرا كثيرة حتى أنها شكلت ظاهرة٬ خاصة مع وجود العوامل الجاذبة لإنشاء تلك الإستديوهات٬ ومنها أسعار الأراضي الأقل من مثيلها في أي مكان آخر السينما ذلك الحلم السحري الذي عاشه ذلك الجيل وشكل وعيه فحصنه ضد أفكار العنف والتطرف٬ جعله أكثر انفتاحا وقبولا لأية أفكار أو اختلافات.

يعدد "عفيفي" تلك السينمات ومنها سينما دوللي٬ شبرا بلاس٬ روي٬ فريال٬ بلازا٬ الأمير وغيرها خاصة السينمات الصيفية وكيف كان أبناء الحي يحسدون سكان العمارات المجاورة لتلك السينمات٬ حيث يتمتعون طوال الوقت بمشاهدة الأفلام المعروضة كانت السينما طقسا فنيا يواظب أبناء ذلك الجيل على ممارسته منهم٬ المؤرخ رؤوف عباس٬ الكاتب الروائي نعيم صبري٬ بل ومن شبرا خرج المبدعون في الحقل السينمائي وعلى رأسهم المخرج هنري بركات.

أما في مجال الغناء والطرب فحدث ولا حرج ففي جامع الخازندار كان الشيخ نصر الدين طوبار يصدح بابتهالات الفجر وعلى بعد خطوات منه تصدح ترانيم الكنائس شبرا الحي الكوزموبي تسمع فيه اللهجات الشامية٬ لهجات أهالي الصعيد والدلتا وحتى لهجات البحر المتوسط٬ فكان ذلك المهرجان النغمي حاضنة طبيعية لقامات إبداعية في الفن والطرب.

خرجت من هناك المطربة العالمية داليدا٬ وبليغ حمدي اللحن العبقري في تاريخ الموسيقى العربية٬ بل ومن شبرا خرجت أغنية "بحبك يا شبرا" للمطرب محرم فؤاد كما لا ننسي الطفل المشاغب صلاح جاهين الذي مازال أشهر شوارع القاهرة يحمل اسم جده أحمد حلمي بطل حرية الصحافة.