«القلم الجاف» ريشة بيشوي أيمن لتصميم اللوحات الفنية

أن تبحث عن الجديد في تخصصك فهذا شىء مطلوب، ولكن أن تتقن الجديد وتطعمه بتحدٍ وإصرار فهذا يكون تميزا، وذلك ما وضعه بيشوي أيمن الفنان السكندري البالغ من العمر 23 عاما، نصب عينيه ليصل من محل الإحباط لدرجة من النجاح والتميز.

بتعليق قاله أحد معلميه في مرحلة الثانوية العامة "خلي الفن ينفعك" بعد أن طرده من الفصل الدراسي، كانت دافعا كافيا لتحدٍ اصطحب الفنان السكندري من مرحلة الثانوية لحين إنهاء المرحلة الجامعية، ليتغلب على كل المعوقات والصعاب التي واجهته ويتقن نوعا دقيقا من الفن ليجعل بالفعل من الفن منفعه له.

فبالمجهود الذاتي وبالبحث أتقن بيشوي تصميم الجرافيك، إضافة إلى رسم الديجيتال، ليصل بإنتاجه الفني إلى عدد كبير من محافظات مصر وأيضا خارج مصر مثل دول أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات والسعودية، علاوة على مشاركته في معارض عدة منها معارض مكتبة الإسكندرية ومركز الحرية للإبداع.

عشق بيشوي التحدي، وقرر أن يترك بصمته في مشروع تخرجه من كلية الفنون الجميلة، فبدلا من استخدام الفرش والرسم بها بالطريقة التقليدية، قرر أن يبدلها بالقلم الجاف وعلى مساحة لوحة 2 متر، انهمك الفنان السكندري على مدار شهر ونصف بمعدل 4 ساعات يوميا، في رسم عمل فني برسم تفصيلي دقيق، وهذا ما زاد التحدي بالنسبه له لجعل موضوع اللوحة عن الصناعة واستخدام الآلات ليوجه بفنه رسالة متقنة بخط يده، بحثا عن التميز.

حلم كلية الفنون الجميل ظل متواجدا نصب عين بيشوي، ولكن الطريق لم يكن باليسير فعلى الرغم من كونه يستطيع الالتحاق بالكلية التي يرغب بها من التخصص الأدبي إلا أن بطبيعته يعشق المواد العلمية فقرر أن يتخصص في العلمي الرياضي، ليلتحق بكلية الفنون الجميلة بمجموع 93%.

في بداية الأمر كان هذا على غير رغبه أهله، اللذين رغبوا من صغره إلى التحاق ابنهم بكلية الهندسة قسم كمبيوتر، وإتقان الفن بالتوازي مع دراسته الجامعية، وهذا ما اعترض عليه بيشوي راسما طريقا واضحا له للالتحاق بكلية الفنون الجميلة معلقا: "ولو كنت طلعت الأول على الجمهورية برضه كنت هدخل الفنون الجميلة"، ولكن إتقانه لهوايته وتحقيق مزيد من الإنجازات فيها جعل وجهه نظر أسرته تتغير وتتحول بكامل الدعم والمساندة.

يحلم بيشوى أن يتطور حبه للفن ويستطيع تأسيس أكاديمية لتعليم كافة أنواع الفنون لتساعد كل من يرغب في تعلم الفن بطريقة صحيحة، وبالاستعانة بالخبراء والتجارب السابقة لوضع المبتدئين على طريق الاحترافية الصحيح، لأنه لاحظ بشدة زيادة عدد العاملين بتصميم الجرافيك مؤخرا على الساحة المهنية، نظرا لسهولة الوصول إلى المعلومة من خلال الإنترنت ولكن هذه المعلومة تفتقد إلى الاحترافية عند البعض وتقتصر على المستوى المهني البسيط.

وأرجع بيشوي السبب إلى أن نقص فرص العمالة المتوفرة وأيضا الركود الذي حدث نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد، فكانت مهنة تصميم الجرافيك الاختيار الأمثل للعمل من المنزل لدى الكثيرين، ولكن هذا ثراء فني ومهني يحتاج إلى الاحترافية والفيصل هنا هو العمل الفني الذي يقدم إلى العميل.