رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بدأت كراقصة واكتشفها يوسف وهبي.. من هي الممثلة ماري باي باي؟

الممثلة ماري باي
الممثلة ماري باي باي

في مشهد شهير من فيلم "مطاردة غرامية" والفنان عبد المنعم مدبولي٬ في دور الدكتور خشبة٬ ينفذ وصايا مريضه منير للإيقاع بالنساء من خلال التركيز علي أحذيتهن وجمالها، دونا عن أي ملمح آخر في المرأة٬ وما أن يدخل أحد الملاهي وراء سيدة ترتدي حذاء جميل٬ فيضرب ويلقي به في الشارع٬ ليمسك بقدمي سيدة٬ وما أن يبدأ في ترديد الجملة التي علمها له منير:"مدام بوز جزمتك بيدل علي أنوثة طاغية وكعبها يدل علي رقة قلبك" وما أن يطالع ملامحها حتي يفر هاربا وهو يصيح:؛متشكر أوي يا خالتي".

فتصيح السيدة بدورها بصوت غليظ أجش:"تعالي هنا يا معدوم الضمير٬ يا معدوم النساء٬ يا عسكري"، فمن هي هذه الفنانة التي أدت دور السيدة التي يهرب منها الدكتور خشبة؟ إنها الفنانة بهيجة محمد علي وقد أشتهرت باسم ماري باي باي٬ والتي تحل اليوم الذكرى الــ 103 لميلادها.

وفي كتابه "وجوه لا تنسي" يقول الناقد السينمائي محمود عبد الشكور عن "باي باي"،: "تخصصت في دور واحد فقط قصير هو المرأة الدميمة، والمعلومات عنها قليلة لا نعرف بالضبط لماذا أطلقوا عليها ماري باي باي٬ بينما اسمها الحقيقي في أكثر من مصدر "بهيجة محمد علي" ولدت عام 1917 وتوفيت 1997 وربما توفيت بعد هذا التاريخ٬ لأن المعلومات عنها غير مؤكدة٬ آخر أفلامها "الراية حمرا" مع أشرف فهمي٬ اكتشفها يوسف وهبي بإجماع المصادر والتي تقول عنها إنها عملت سجانة في مصلحة السجون٬ وبعضها يقول إنها بدأت حياتها الفنية كراقصة، لا شك عندي في أن حياتها وتفاصيلها تصلح فيلما٬ امرأة ترتزق من الدمامة الحقيقية أو الافتراضية".

و يحكي "عبد الشكور" عن المرة التي قابلها فيها وجها لوجه:"ذات يوم في صيف 1995 كنت مع أحد أصدقائي نجلس علي مقهى الشمس٬ في ذلك الممر السحري الذي يربط بين شارع 26 يوليو وشارع التوفيقية٬ فجأة وجدت ماري باي باي أمامي٬ مجرد عجوز تتعثر في ملابس متواضعة وملونة٬ علي وجهها ماكياج صارخ٬ وشعرها مصبوغ بلون أصفر٬ في أول لحظة فكرت أن أصافحها٬ وأقول لها إنني أعرفها٬ أذكرها بأفلام معينة٬ ربما وافقت علي حوار صحفي مختلف٬ من هي تلك المرأة التي تريد أن تبقي "دميمة لكي تعيش علي عكس ما تفعل كل نساء الدنيا الجميلات والقبيحات علي حد سواء؟" في اللحظة التالية تراجعت٬ تراءت أمامي كشبح أو كحطام إنسان٬ بدت كما لو كانت ذاهلة أو مكتئبة أو تائهة لا تعرف طريقها.