رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا لا يشارك عرب 48 في احتجاجات إسرائيل؟

تظاهرات أمام منزل
تظاهرات أمام منزل نتنياهو

المظاهرات ضد الحكومة الإسرائيلية تتصاعد في الأيام الأخيرة، في يوم السبت يذهب المحتجون أمام بيت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رافعين اللافتات منددين بسياسته، ومعالجة الحكومة لأزمة كورونا، ورغم الغضب العام، إلأ أنه في المجتمع العربي في إسرائيل أو عرب 48 لايزالوا يترددون في الانضمام إلى الاحتجاج الاجتماعي. ورغم أن الكثير من القرى العربية تعاني من الأزمة الاقتصادية الآخذة في التصاعد والاشتداد في ظل وباء كورونا فإن شخصيات رفيعة في المجتمع العربي لا تدعو الجمهور للمشاركة في الاحتجاج.

خلال الأسبوع الماضي – على استحياء- جرت مظاهرة احتجاج صغيرة في حيفا بمبادرة من أصحاب مطاعم وشخصيات في المجال الثقافي والسياحي في المدينة، بضع عشرات من الاشخاص شاركوا في الاعتصام والمسيرة لكن المشهد كان بعيدا عن مشاهد الاحتجاجات الضخمة في شارع بلفور في القدس، وفي قيساريا بتل أبيب.. ويمكن تفسير هذا المشهد على النحو التالي:

المؤسسات التي تمثل المجتمع العربي في إسرائيل، مثل لجنة المتابعة العربية ورؤساء السلطات المحلية العربية والقائمة المشتركة وجمعيات المجتمع المدني التي لديها القدرة على حشد الجمهور نحو المظاهرات امتنعت عن المشاركة، ومن يدفع "العشرات" ليس الأحزاب والهيئات الرسمية بل من أفراد، منهم رئيس القائمة المشتركة، عضو الكنيست أيمن عودة المعروف بعدائه لنتنياهو.

هناك من يرى أن وجود الجمهور العربي في الاحتجاج هو الضمانة لخلق واقع سياسي مشترك، والذي يناقض ايديولوجيا اليمين، وهناك من يفسر هذا الغياب بأن الأحزاب العربية لا تؤمن في معظمها بأنه يجب عليها المشاركة في قيادة تغيير سياسي في اسرائيل وتخشى من طمس الأجندة القومية التي تتبناها.

وهو ما يعني أن الأحزاب العربية امتنعت عن التجند للاحتجاج لاعتبارات سياسية، ومن أجل عدم تخريب احتمالات الدفع قدما ببرنامج اقتصادي للمجتمع العربي من قبل الحكومة الإسرائيلية لاحقاً.

وهناك فرضية أخرى، وهي أن شكل التظاهرات التي يرفع فيها شعارات وأعلام صهيونية، تجعل من الصعب على المجتمع العربي الشعور بمساواة حقيقية في إطار الاحتجاج، كما أنه لا توجد دعوة من جانب اليهود لمشاركة العرب في النضال الاجتماعي