«الدستور» فى جولة داخل قلعة الغزل والنسيج الجديدة
تضم 6 مصانع فى المرحلة الأولى.. توفر 1350 فرصة عمل.. وتهدف لغزو الأسواق العالمية بالذهب الأبيض
خلية نحل من الفنيين والصناع والعمال لا تتوقف على مدار الساعة داخل المجمع الصناعى العملاق للغزل والنسيج بمنطقة الروبيكى، الذى يعيد للذاكرة مصانع المحلة الكبرى التى أسسها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ونجحت فى دفع المنتجات المصرية للمنافسة والتميز فى أسواق العالم.
وباستثمارات مصرية خالصة، أنشأت القوات المسلحة «الشركة الوطنية للتطوير والتنمية الصناعية»، كشركة مساهمة تابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، لتكون القلعة الجديدة من قلاع الغزل والنسيج، وتشمل جميع مراحل الصناعة حتى تكون جاهزة لتلبية احتياجات القوات المسلحة والشرطة والقطاع المدنى.
ويضم المجمع الصناعى الجديد بالروبيكى فى مرحلته الأولى ٦ مصانع، هى مصنع الغزل الرفيع وآخر للغزل السميك، و٣ مصانع لتحضير النسيج وللنسيج الدائرى والمستطيل، وآخر للصباغة والطباعة، مجهزة بأحدث الماكينات التى تم استيرادها من أكبر وأهم الشركات العالمية المتخصصة فى هذا المجال، لتعمل وفق أحدث النظم والبرامج التكنولوجية.
٣٠ شهرًا كانت المدة الزمنية المحددة لتنفيذ المرحلة الأولى من المجمع الصناعى الكبير، الذى بدأ التحضير له فى ٢٠١٧، وبدأ تنفيذه فى ٢٠١٨، إلى أن انتهى تنفيذ هذه المرحلة حاليًا، رغم صعوبة العمل فى ظل الإجراءات الاحترازية بسبب تداعيات تفشى فيروس كورونا.
وحسب المسئولين عنه، فإن المشروع يوفر ١٣٥٠ فرصة عمل مباشرة، و١٢ ألف فرصة عمل غير مباشرة، كما أنه يشهد، ولأول مرة، تقليل أعداد الوظائف الإدارية إلى نسبة ٧٪ فقط، ومن المقرر إقامته على مساحة ٤٦٩ فدانًا، تم استغلال ٥٠٪ منها فقط فى المرحلة الأولى، التى ستشهد أيضًا افتتاح ٣ مصانع أخرى بنهاية العام الجارى.
ومن المقرر أن يخدم المشروع القطاع الزراعى الذى واجه، مؤخرًا، أزمات فى بيع محصول القطن، الذى تكدس لدى المزارعين بسبب عزوف المصدرين عن شرائه، بالإضافة إلى تراجع أسعاره، ما يعنى أن المشروع سيعيد الحياة إلى القطن المصرى «طويل التيلة»، وسيجرى تحقيق ذلك بالتعاون مع جميع قطاعات الدولة، ممثلة فى وزارات الزراعة والتجارة والصناعة وهيئة الاستثمار والأسواق الحرة، بالإضافة إلى جامعتى الإسكندرية وحلوان.
ووفقًا للمسئولين، فإن المشروع سيعمل فى المقام الأول على تعظيم الاستفادة من القطن المصرى، وعدم الاكتفاء بتصديره كمنتج خام، بل تحويله إلى منسوجات، حسب طلب العملاء.
وأشاروا إلى أنه يجرى التخطيط، حاليًا، لجذب الشركات العالمية صاحبة العلامات التجارية الشهيرة فى مجال الملابس الجاهزة، من أجل فتح خطوط إنتاج لها فى مصر، ما يزيد من العملة الصعبة، خاصة أن قطاع الغزل والنسيج يمثل نحو ٣٪ من الناتج المحلى الإجمالى للدولة، ويضم نحو ثلث العمالة المصرية.
من جانبه، قال اللواء كامل هلال، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية المصرية للتطوير والتنمية الصناعية، إن منتجات صناعة الغزل والنسيج تمثل نحو ١٥٪ من الصادرات المصرية غير البترولية، مؤكدًا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى مهتم بتطوير هذه الصناعة ويتابع المشروع أولًا بأول، خاصة أنه سيعظم من العائد بدلًا من تصدير القطن الخام.
وأضاف: «العائد فى حال التصدير سيكون ٥٠٪، وفى حال تصدير الغزول سيكون العائد ١٢٢٪، أما تصدير التريكو فيزيد العائد إلى ١٦٠٪، ما سيوفر عملة صعبة ويزيد من فرص الاستثمار».
وواصل: «ستضم المرحلة الأولى مصنع الغزل الرفيع بطاقة ٤ أطنان ونصف الطن فى اليوم، ومصنع الغزل السميك بطاقة ٩ أطنان فى اليوم، ومصنع تحضير النسيج بطاقة ٦٠ ألف متر فى اليوم، ومصنع النسيج بطاقة ٣٠ ألف متر فى اليوم، فيما يأتى مصنع النسيج الدائرى بطاقة ١٠ أطنان يوميًا، بالإضافة إلى مصنع الصباغة والطباعة».
وأشار إلى أن قلعة الغزل والنسيج فى الروبيكى لا تعد منافسًا للمصانع الأخرى، سواء الحكومية أو قطاع الأعمال أو الخاصة، لكنها تعد مكملة لها من أجل إعادة إحياء الصناعة من جديد باستخدام تكنولوجيا حديثة سويسرية وألمانية وإيطالية فى جميع التخصصات، منوهًا بأن المراحل المقبلة ستتضمن مصانع للمشغولات المعدنية والخشبية.
يذكر أن مصر كانت تزرع أكثر من مليونى فدان من القطن سنويًا، لكن هذه المساحة تراجعت إلى ٢٠٠ ألف فدان فقط، وتسعى الحكومة لزيادتها إلى نحو مليون فدان فى السنوات المقبلة.