"رأيتها تقبل شابًا أكبر مني".. رشدي أباظة يروي تفاصيل أول خيانة في حياته
حين انتقلنا من بيتنا أمام شارع مسرة إلى بيت آخر بشارع شبرا وجدت أسرة إيطالية تسكن تحتنا، وكانت لهذه الأسرة بنت اسمها ماريا، بهذه الكلمات بدأ رشدي أباظة في سرد حكاياته في صغره لمجلة الشبكة.
وأضاف أباظة: "أصبحت صديقًا لابن الأسرة، ودخلت إليهم ورأيت ماريا، كانت في السابعة عشرة من عمرها، لكنها مكتملة الأنوثة وكنت أصغرها بخمسة أعوام، لذلك كانت تعاملني كصبي صغير، أما أنا فكنت أحبها جدًا، وكانت ترى حركاتي معها وتضحك، وتضايقت من ضحكها فصعدت لأمي وقلت لها : "ماما.. لا بد أن أتزوج ماريا".
وتابع: "لم تكن أمي تعاملني كصبي صغير، إنها تريدني رجلًا تتباهى به، ولم تحول عينها عن الطعام الذي تطبخه، وقالت لي:"لماذا؟"، وحيرني سؤالها، لماذا يتزوج الناس، فقلت لها "مثلما تزوجت أبي"، فضحكت وقالت: "أنا الآن مطلقة"، فصحت: "ماما.. أنا أتكلم جادًا"، فقالت وهي تبدو جادة: "حين أنتهي مما بيدي سأنزل إلى أمها وأخطبها لك".
وواصل أباظة: "وامتصت أمي لهفتي، وبالفعل أخذتني ونزلت، وتحدثنا مع أم مارية التي قابلت الأمر بابتسامة، ورأيت ماريا تمرق أمام عيني فدق قلبي بعنف، وأقبلت فتثلجت أطرافي، ووشوشتها أمها فابتسمت لي، وقلت في نفسي هذه علامة الرضا، وكدت أطير من الفرحة وهي تودعنا وتداعب شعري".
وأكمل: "وظننت أنني سأتزوج ماريا، وعشت مع هذا الحلم الجميل الذي يذهب معي إلى الفراش، ويمشي معي على سطور الكتب، حتي أفقت على كابوس مروع".
واستطرد أباظة: "كنت أطل من شرفتنا ذات ليلة، وسمعت همسًا في الشرفة السفلية، شرفة ماريا، ووجدتها ملتصقة بشاب أكبر مني بل أكبر منها، ورحت أتسمع فلم تصلني كلمة، لكن عيني رأته وهو يقبلها بنهم في شفتيها، ويحتضنها بقوة، وجريت إلى أمي وصحت بها: "ماما.. لا بد أن تفسخي الخطبة فورًا، ماريا تخونني"، وهدأت أمي من روعي وأفهمتني حكاية السن وقالت لي: "إن ماريا لا تستحق حبك يا حبة العين، ولكن انتظر إلى الصباح ونذهب ونفسخ الخطبة منها".
وبعد ذلك أخذتني عقدة أنني صغير السن، وكنت أسأل نفسي هل هو ممنوع على صغار السن أن تتحرك قلوبهم بالحب، ولماذا لا يستطيعون أن يفعلون ما يفعله الكبار؟.