رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نورديك مونيتور»: المخابرات التركية جندت سوريين بإشراف واشنطن

المخابرات التركية
المخابرات التركية

نشر موقع نورديك مونيتور السويدي، مساء الأربعاء، وثائق سرية تكشف دور المخابرات التركية في إصدار تعليمات إلى الضباط الأتراك، حول كيفية اختيار وتجنيد المقاتلين السوريين لبرنامج التدريب والتجهيز بقيادة الولايات المتحدة.

وكشفت الوثائق المسربة، أن المقابلات وعملية التحقق من مقاتلي المعارضة السورية كانت جزءًا من عملية أمريكية تركية مشتركة أجريت في المحافظات التركية المجاورة لسوريا، حيث تم التنسيق للعملية من قبل الجيشين التركي والأمريكي، فيما كانت مهمة التجنيد على الأرض دور المخابرات التركية، وإصدار القرارات النهائية من قبل وكالة المخابرات المركزية CIA"".

ووفقًا للوثائق، فإن ضابط القوات الخاصة التركي "مراد أليتيريك" هو الذي كُلف من المخابرات التركية لتجنيد الآلاف من المقاتلين، حيث تواصلت المخابرات التركية مع الجيش التركي وعينت قيادة القوات الخاصة ضباطًا في هذا البرنامج.

وقال "أليتيريك" في جلسة استماع في 19 يوليو 2018 في المحكمة الجنائية السابعة عشرة في أنقرة، إنه تم إدراج حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على الرغم من أن تركيا فقط هي التي تعترف بحزب الاتحاد الديمقراطي كجماعة إرهابية.

وأضاف "أليتيريك": في المقابلات مع المقاتلين السوريين لاختيارهم، وخاصة من الجيش السوري الحر، كنا نسألهم إذا كانوا متعاطفين مع أي منظمة إرهابية.

وأكد الضابط التركي، وفقًا للوثائق، أنه كان بمشاركة المحاورين الآخرين، يسعون للتأكد مما إذا كان للمرشحين للتدريب أي روابط، ليس فقط مع حزب العمال الكردستاني وفروعه، لكن أيضًا بجبهة النصرة، والقاعدة وداعش، لافتًا أنه لم تهتم وكالة المخابرات إذا كان لأي منهم أي صلة بالمنظمات الجهادية المسلحة المتطرفة، وكان التركيز إذا كان هناك روابط مع الجماعات الكردية المحظورة.

وكان هذا أحد الخلافات بين القوات المسلحة التركية والمخابرات التركية، لأن القوائم التي أعدتها الأخيرة كثيرا ما رفضها البنتاجون أو وكالة المخابرات المركزية، ما كان يضع الجيش التركي في موقف صعب.

وأبلغت مجموعة اتصال الأركان العامة التركية المشاكل إلى الجيش الأمريكي، وطالبت بعملية فحص سريعة للمقاتلين، لكن قيل لها إن المخابرات التركية لم تقدم معلومات كافية عن المقاتلين الذين تم اختيارهم.

وفي العام 2016 تم تجنيد حوالي 2500 مقاتل من قبل المخابرات التركية، وتم تبادل القوائم بأسمائهم وتفاصيلهم مع الأمريكان، وفقا للوثائق.

اليتريك قال:" في بعض الأحيان كنا نجمع سوريين من الحدود أو من المخيمات، والبرنامج تم بالتنسيق مع الأمريكيين".

وبحسب "نورديك مونيتور"، أنفقت الولايات المتحدة بالفعل 500 مليون دولار في العام 2015 لتدريب المقاتلين وتجهيزهم لإنشاء قوة متمردة قوامها 5000 فرد خلال إدارة أوباما، لكن تم إيقاف الخطة في أكتوبر 2015 بعد أن تركها معظم المقاتلين وانضموا إلى الجماعات المتطرفة، بما في ذلك داعش أو تم القبض عليهم من قبل الفصائل المنافسة.

وألقي القبض على "أليتريك" في أحداث انقلاب يوليو 2016، وقد اتُهم بقتل 11 شخصًا وإصابة 43 شخصًا، لكن لا يوجد أي دليل على ذلك ولا حتى بصمات الأصابع. وأعلن مرارًا براءته من الجرائم التي اتهم بارتكابها. وقد عاني من أنواع التعذيب والكسور الجسدية في السجون التركية والتجريد حتى من ملابسه الداخلية.