رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جمال مقار: «التقرير» تطرح جزءا من عوالم الجماعات الإرهابية

جمال مقار
جمال مقار

كان لمتون عناوينه الإبداعية في الرواية والقصة تفاعلات بل تجليات استطالت وحلقت وتجلت لتعود بكثير من الجوائز، إلا أنه ورغم اختلافه آثر العزلة الإختيارية ليبدع في تفرد مكتفيًا بالصمت مع بوح، مفرط نوعي وجمالي، فحصد جوائز الدولة التشجيعية، ساويرس، أخبار الادب، جائزتي المجلس الاعلى للثقافة عامي 95، 96 عن رواية أغنية الدم، والثانية في نقد أعمال جمال الغيطاني، إنه الكاتب الروائي والقاص جمال زكي مقار، الذي قدم "الضعيفة يأكلها القراد" مجموعة قصص قصيرة، صادرة عن هيئة الكتاب عام1991،( أغنية الدم ) رواية صادرة عن دار سعاد الصباح 1993، ( طريد وقصص أخرى )، صادرة عن المركز الثقافي العربي بيروت 1996، ( تحوالت إنسان عابر ) مجموعة قصص قصيرة، صادرة عن هيئة قصور الثقافة، سلسلة أصوات أدبية عام1998، ( جواد ) رواية صادرة عن المجلس الأعلى للثقافة سلسلة إبداعات التفرغ 2004، ( سفر الطفولة، ونصري والحمار ) روايتان، صادرتان عن دار العين 2006، كتاب الودعاء، رواية من جزءين، صادرة عن دار الشروق عام 2007، رقصة الكتكوت الأخيرة، رواية صادرة عن مطبوعات ورشة الزيتون 2012، ( بينما فيروز تغني ) مجموعة قصص قصيرة، المجلس األعلى للثقافة 2012 • ( القرداتي ) مجموعة قصص قصيرة، صادرة عن دار الدار للنشروالتوزيع2017 • ( ثالث دوائر للحياة ) مجموعة قصص قصيرة، صادرة عن دار الدارللنشر2018، مجموعة من المقالات والدراسات النقدية، نشرت في صحف ودوريات مختلفة.

ـ بعد أن انتهيت من كتابة روايتك الأخيرة " كل شيء أصبح متاحا الآن"، ما سبب غيابك عن الساحة الأدبية ؟

لم أغب عن الساحة الأدبية أوالثقافية غيابا تاما خلال الفترة التي تلت كتابة العملين ( هما لم ينشرا لأسباب تتعلق بالواقع الذي فرضه كورونا على العالم، لكن دائرة تواجدي محدودة، كنت متحدثا في عدة ندوات في بتانة، وكذلك ورشة الزيتون، كما نشرت لي جريدة القاهرة عددا من قصص المجموعة، وكذلك نشرت جريدة الأهرام في ملحقها الأدبي.

- هل للعزلة الاختيارية المعروفة دورا في غيابك عن عالم الأدب أم أن للإعلام دورا في تجاهل عالمك الكتابي؟

سأراجع سريعا تعبير( عزلة اختيارية ) لتصويب معناه ؛ لأن ما يبدو أنه عزلة يعكس نمط حياة شديدة التعقد يستمد ملامحه من قيم عقلية كلية منها: الإيمان بأن المجد للنص وحده، وكذلك الاعتقاد بأنه ليس للكاتب المحترم أن يستجدي الشهرة، كما أن الشهرة غير المستحقة تقتل قيمة حقيقية كالعملة المزيفة، كل ذلك يحيط به يقين موضوعي يمنعني من الانحياز لنفسي أو لنص قد كتبته ويمدني بطاقة إبداع شعارها أنني لن أبلغ الجبال طولا وأن على محاولة كتابة نص مغاير، أما فيما يخص دور الإعلام، فلا لوم عليه بل أظن أن كثيرا من شباب الإعلاميين لا يعرف أنني موجود أصلا.

ـ حدثنا عن بعض التفاصيل المطروحة في عنواني عمليك الجديدين رواية ( التقرير) ومجموعة القصص ( كل شيء قد أصبح الآن متاحا)

( التقرير) رواية من الأدب السياسي، تتابع طيلة الوقت شخصية سياسية كان لها دورا خطيرا في مسارات الحياة السياسية في عقدي التسعينيات والعقد الأول من بداية الألفية، لأن مثل هذه الشخصية موجودة في كثير من الأنظمة العربية فسيكون التعبير عن الأمكنة على نحو تجريدي، فلا يقال مثلا دمشق أو بغداد أو القاهرة بل العاصمة، لن يُقال حي الرشيد أو سوق الحميدية أو شبرا الخيمة، بل مكان على أطراف المدينة، ويطرح العمل جزءا من عوالم الجماعات الإرهابية وتفاعلها مع نظام الحكم القائم، واستخدام الأقليات كورقة ضغط في السياسة الخارجية، أما بالنسبة لـ ( كل شيء أصبح الآن متاحا ) التي تتصدرها عبارة دالة: أحب أن أعرف الخطوات التي قطعتها البشرية من الهمجية إلى الهمجية، وهي تنقسم إلى ثلاثة أجزاء، في جزئها الأول يحمل خمس قصص تقدم صورة لحياة الإنسان البدائي في ثلاث قصص، ثم قصتان تنتميان للمستقبل البعيد بعد أن ساد القرود حضارة العالم، ثم يأتي الجزء الثاني حاملا سبع قصص تتناول شكل الحضارة الإنسانية من خلال علاقات الإنسان بالروبوت، يليه الجزء الثالث ويحمل أربع قصص تتنوع فيها الموضوعات وتقع بين الفانتازيا والواقع.

- ماذاعن رؤيتك أو تقييمك للمشهد الإبداعي المصري والعربي في العقد الاخير؟
من واقع المشاركة في تناول أعمال بالقراءة والنقد خلال عامي 18، 19 سواء بالكتابة عنها أو تناولها في ندوات ( حوالي عشر ندوات في بتانة وورشة الزيتون ) أرى أننا أمام رغبة عارمة في الكتابة والتعبير عن الواقع لكن لا أحد يتريث أمام عمله، وقبول النقد صعب على نفس الكاتب، والكتابة نفسها ينقصها الكثير من مطاولة أو محاولة أن يكون النص مواز لما وصل إليه فن القص أو الرواية، أما بالنسبة للمشهد العربي فإنني اعترف بقصور قراءتي فيه.

-عن تداعيات أزمة جائحة كورونا كيف يتنبأ الروائي جمال مقار لمستقبل وشكل الكتابة الإبداعية؟

من بداية الأمر، لم يغب عني يقيني أن العالم بما وصل إليه من علم سينتصر على هذا الوباء، وها هي بشائر قوية لإنتاج لقاحات ستنهي أمر تلك الجائحة لتصبح بعد شهور قليلة ذكرى كما أصبحت كثيرا من الأوبئة والطواعين مجرد تجارب أليمة مر بها البشر، أما عن إمكانية الإستفادة من ذلك الموقف الوجودي بصورة إبداعية سنرى تجارب سابقة مثل رواية( الطاعون ) لألبير كامو، كذلك قصيدة الكوليرا الشهيرة لنازك الملائكة، وبعض الأعمال السينمائية التي صورت مواقف وجودية عاشها البشر تحت سطوة وباء أو حرب مدمرة، أظن أن الأمر لن يخرج عن هذا كثيرا.

ـ حدثنا عن رؤيتك للمشهد النقدي المصري انطلاقا من تعامله مع نصوصك الروائية والقصصية ؟

تجربتي الإبداعية تمتد لقرابة خمسة وثلاثين عاما، فقد كتب عن أعمالي القصصية والروائية نقاد كبار دون أن أعرفهم، منهم الراحل ابراهيم فتحي ( كتب عن رواية أغنية الدم وعن رواية جواد ) والراحل علاء الديب الذي كتب عن ( رواية جواد ورواية الودعاء ومجموعة: بينما فيروز تغني ) والناقد الكبير صلاح فضل ( كتب عن مجموعة سفر الطفولة وعن رواية جواد)، كذلك الناقدة سناء صليحة ( كتبت عن سفر الطفولة، ورواية رقصة الكتكوت الأخيرة ) وناقدنا الكبير الراحل فاروق عبد القادر كتب عن رواية ( الودعاء ) وكثيرون آخرون منهم الشاعرة اللبنانية ( صباح الخراط زوين ).

- حصدت كثير من الجوائز، ليتك تحدد القواعد أو حتى العتبات التي تتكيء عليها لجان التقييم فيما يخص المنح والحجب؟

بالنسبة للنصوص التي تقدمت بها إلى جوائز وفازت أو لم تفز، كان المتكئ هو النص نفسه.