بسلطنة عمان واحتفالية تسليم جائزة القدس ضمن فعاليات ثقافية حافلة

تستضيف سلطنة عمان من الرابع والعشرين وحتى الثامن والعشرين من نوفمبر الجارى اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في مسقط، ذلك الحدثٌ الثقافي البارز الذي تستعد له الجمعية العمانية للأدباء والكتاب عبر حزمة من الفعاليات والأنشطة والحراك الثقافي والفكري الرامي للتعريف بالمثقف العماني وهويته وتاريخه .

تقام احتفالية الافتتاح تحت رعاية "هيثم بن طارق آل سعيد" وزير التراث والثقافة، وتشهدها شخصيات ثقافية وأدبية بارزة من الوطن العربي يتجاوز عددهم ثلاثة وستون شاعرًا وأديبًا ومفكرًا، ورؤساء اتحادات وجمعيات الكتاب والأدباء العرب، وفى مقدمتهم الكاتب الصحفى "محمد سلماوى" الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب، فيما يحلُّ الأديب الفرنسي والأستاذ بجامعة السوربون "جان شيفرييي" رئيس جمعية الكتاب الفرنسيين وترافقه الأمينة العامة للجمعية كضيوف شرفٍ للاجتماع.

معرض للكتاب

تشارك في فعاليات الاجتماع عدد من المؤسسات الثقافية الرسمية والخاصة فى السلطنة، كما سيتم تنظيم معرضٍ للكتاب العماني، يحوي أبرز المؤلفات العمانية الرائدة في مجال الكتابة والتراث والأدب والتاريخ والدراسات، إضافة إلى إصدارات جيل الشباب بما يعكس رغبة الكاتب العماني في تسخير إمكاناته الفكرية والأدبية في مؤلفاتٍ تثري المكتبتين العمانية والعربية.

كما يتزامن مع اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب تنظيم عددٍ من معارض الفنون التشكيلية والتصوير الضوئي التي تستهدف رصدٍ دقيق لتفاصيل الحياة في السلطنة ونمط التمدن، في مزجٍ مثير بين ألوان الفن وسحر الطبيعة وجمال الإنسان العماني، عبر مشاركة نخبة من الفنانين من الجمعية العُمانية للفنون التشكيلية وجمعية التصوير، كما يصاحبه أيضًا معرض كاريكاتوري مخصصٌ للوجوه "البروفايل " للفنان السوري "حسن إدلبي".

جائزة القدس

ومن بين الأحداث البارزة في اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب تسليم "جائزة القدس للعام 2013" للقاصة والروائية المغربية المعروفة خناتة بنونة، وهى الجائزة التى تمنح لكاتب عربي، عن أعماله الإبداعية أو البحثية التي تفاعلت مع القضية الفلسطينية.

يقول الكاتب الصحفى "محمد سلماوي" إن هذه الجائزة تعد أرفع تكريم يقدمه الإتحاد كل سنة لأديب ومفكر عربي كبير كانت القدس أحد الموضوعات التي شغلته وشغلت أعماله الأدبية والثقافية".

قالت الروائية المغربية "خناتة بنونة" الجائزة بالنسبة لي أكبر من أية جائزة أخرى ويكفيني أنها جائزة "القدس"، لذلك فأنا أضعها تاجا على رأسي امتنانا واعترافا، مشيرة أنها ستقدم قيمة الجائزة المادية لمؤسسة "بيت مال القدس"، مشيرة أنها تبرعت بكل ما تملك من أجل نصرة القضايا الإسلامية والإنسانية .

ندوة ثقافية

يعقد أيضاً بالتزامن مع اجتماع المكتب الدائم بمسقط ندوةً موسعة ومتخصصة حول السلطنة تاريخاً وأدباً وحضارة تحمل عنوان "من ملامح الثقافة العمانية"، يشارك فيها نخبة من الباحثين والناقدين والكتاب، إذ يستقرئ الدكتور "محمد بن سعيد الهاشمي" أهم التحولات الرئيسة في التاريخ العماني، في حين يجول الدكتور هلال الحجري فى الحضور العماني في الثقافة العربية، بينما يحلل  الدكتور "عبدالله الغافري" نظام الأفلاج في عُمان، ويتحدث الدكتور "محمد بن سالم المعشني" باستفاضة عن ظفار والمخزون اللغوي، أما "حمود الغيلاني" فيعرض ملامح "عمان والتطور الملاحي البحري في الشرق"، ويتناول  الدكتور "زكريا المحرمي" دور "السلطنة في ظل التحولات السياسية الراهنة"، ويناقش "محمد بن عامر العسيري" المخطوطات العمانية.. تراث إنساني" كما يضيء الباحث خميس العدوي بإشرافات متعددة حول "المكتبات الأهلية العامة في السلطنة".

مهرجان للشعر

في الجانب الشعري، تنظم الجمعية مهرجاناً شعرياً تحت مسمى "مهرجان أبو مسلم البهلاني للشعر العربي" يشارك فيه نخبة من ألمع الشعراء من السلطنة وخارجها من بينهم أمجد ناصر ومحمد عبيد الله من المملكة الأردنية الهاشمية، وهاشم الجحدلي من المملكة العربية السعودية، وسعدية مفرح من دولة الكويت، وأحمد عبد السادة من جمهورية العراق، وشمس الدين العوني من الجمهورية التونسية، وعمر أحمد قدور وعبد القادر عبد الله الكتيابي من جمهورية السودان، وإبراهيم بو هندي والدكتور علوي الهاشمي من مملكة البحرين، وحبيب الصائغ من الإمارات، ويوسف شقرة والدكتورة علاوة كوسة من الجمهورية الجزائرية، ويسري العزب وسمير درويش من مصر، ومراد السوداني من فلسطين، وغسان كامل ونوس من سوريا، ومحمد محمد العولقي من اليمني، وزاهر الغافري وناصر البدري وحسن المطروشي وبدرية الوهيبية وعائشة السيفية  وعبد الله العريمي  وشميسة النعمانية وعلي المخمري ورشا أحمد وحسام الجابري وأشرف العاصمي من السلطنة.

جولات سياحية

أعدت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء برنامجًا ميدانيًا مميزًا لضيوفها، بدءً من الجولات السياحية في مسقط، وزيارة خاصة لدار الأوبرا السلطانية، انتقالًا إلى التعرف على المعالم الدقيقة لجامع السلطان قابوس ومكتبته الزاخرة، تعقبها رحلة ميدانية إلى المنطقة الداخلية وزيارة قلعة بهلاء التاريخية التي تعتبر من أوائل المواقع العمانية التي أدرجت ضمن التراث العالمي واعتمدتها منظمة اليونسكو كمحمية ثقافية في عام 1987 ، وتضم المحمية واحة بهلاء بأسواقها التقليدية وحاراتها القديمة ومساجدها الأثرية وسورها الذي يبلغ طوله ما يقارب 13 كيلو متر ، ويعود تاريخ بنائها إلى فترة ما قبل الإسلام إلى الألف الثالث قبل الميلاد.