رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبدالنبى فرج: مفيش نقد فى مصر.. وأميل للعزلة لأن البشر كائنات متوحشة كريهة

عبدالنبي فرج
عبدالنبي فرج


صدرت منذ أيام قليلة رواية "زواحف سامة" للروائي عبدالنبي فرج، وهي الرواية الثامنة والكتاب الخامس عشر بعد 6 مجموعات قصصية وكتاب نقدي للروائي.. "الدستور" أجرت حوارا مع الروائي عبدالنبي فرج، كشف خلاله أسباب عزلته الدائمة، ورؤيته للمشهد النقدي في مصر، وإلى نص الحوار:

_ بداية.. لما دائما هناك الغلبة في عوالم الكتابة الوحشية؟
لم أكن في يوم من الأيام أسير نمط كتابي، أو أتبع مدرسة أدبي فكل هذا من مخلفات الماضي، فكل الكتاب الذين ظلوا ثابتين على نمط واحد وصلوا لطريق مسدود، صحيح أن لدي كتابات كثيرة تمثل الاتجاه نحو الوحشية وأنا سعيد بوصف الكاتب المصري حسني حسن بسيد الكتابة الوحشية، لكن لدي اليومي والرومانسي والإوريتك والكوميديا السوداء والفارس وقالب السيرة الذاتية، ومزج كل أجناس الكتابة والرمزية والصوفية، أنا غزير الإنتاج ولدي أكثر من 14 عملا، منهم 5 أعمال لم تنشر بعد ومعظم أعمالي ليست متوفرة للأسف، الوحشية سمة أساسية للواقع المعاش نجده في الشارع في السينما، في الحروب بين الدول.
- ولما لا يوجد هناك ثمة تفاعل أو قل تجاهلا لعالمك الكتابي وعدم اهتمام من قبل المصريين بك رغم كثافة الاهتمام العربي؟
بالنسبة لكتاباتي أثق تماما أني أكتب أعمالا جيدة، بل تجعل الحجر ينطق طيب لماذا لا ينطق المصريون بي ككاتب؟ ماذا فعل عبد النبي فرج للكتاب المصريين؟ هل فعل عملا مشينا  يستحق التحقير، أنا أمارس حياتي بنزاهة ووضوح وصراحة ورأيي أكتبه بحرية يعري مواقفهم المخزية، أعري أداءهم المهني غير النزيه في الصحافة والمؤسسات الثقافية، وبالنسبة للكتاب العرب فأنا أحب كتاباتهم لأنهم كتاب كبار وقدموا إنجازا أدبيا رائعا، وطبعا هناك كتابات وكتاب مصريين أقدرهم تماما مثل طارق الطيب ووحيد الطويلة وأنا لا أجامل أحدا مهما كانت صداقتي ما ذكرتهم لا ينجزون روايةفقط ولكنهم معجبون بالفن، لقد تحول للأسف الكتاب المصريون لوشاة، وهذا لم يحدث أبدا في تاريخها العريق.
_ ماذا عن عزلتك الدائمة؟
بالنسبة للعزلة، فأولادي يقولون إنني أعيش في عزلة وأهل الشارع، وأصدقائي، والكل يشير إلى أنني في عزلة، الغريب أنني لا أشعر بأي عزلة فالوقت المتاح لي قليل فأنا أعمل في حدود 12 ساعة، ولن أشارك القارئ متاعبي في الحياة مثل جيل الستينيات الذي كان يتاجر بشقاوة وعذاباته لكي يحصل على مقابل مادي أو معنوي حتى وصل الأمر للتسول، والكتابة كرامة وشرف، إن فرطت فيها ضعت وضاعت الكتابة، ثانيا أقرأ وأكتب وأناقش الأصدقاء في أعمالهم لدرجة أنني ليس لدي وقت للتواصل مع أصدقائي، ثانيا البشر بطبيعتهم كائنات متوحشة كريهة، وأنا لدي عقل يجعلني لا أذهب للجحيم برجلي إلا اضطرارا، ثالثا وده الأهم انني أحب الكتابة وأقضي وقتي فيها.

- ليتك تحدثنا عن رؤيتك للمشهد النقدي انطلاقا من التفاعل مع كتاباتك الروائية أو القصصية؟
بالنسبة للنقد والله العظيم ما شايف أيها نقد في مصر، النقد وصل لحالة من البؤس لا مثيل لها، ولا يوجد إلا عدد محدود جدا ولكن بلا وازع أخلاقي ويشير للكتابات الرديئة بقلب ميت وضمير جاسوس، تابع الخريطة النقدية في المغرب والعراق على سبيل المثال، تابع الاهتمام بالثقافة والإبداع في الصحف العراقية شيئا فوق الخيال متابعات تفرح وهذا لا يعني أنه لا يوجد فساد ومحاباة بالتأكيد لأن في النهاية أنت في العالم العربي ولكن بالنسبة لنا لا توجد طبقة نقدية وإن وجدت فعديمة الكفاءة وفاسدة والكل يعلم ذلك ويشير إليه، إضافة لعدم اهتمام الصحف المصرية بالثقافة وحصرها في الأخبار والتلميع والصور.