رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

٩% من الرجال تعرضوا للتحرش من سيدات.. «قاوم» حملة لفضح «المتحرشات»

فضح المتحرشات
فضح المتحرشات

لم يعد غريبًا أن نسمع عن واقعة تحرش أو اغتصاب حدثت لفتاة ما، لاسيما بعدما تصدرت مصر منذ سنوات مراتب عليا عالميًا في وقائع التحرش بالنساء، لكن الذي يدعو للاستغراب هو أن يحدث العكس أن تتحرش النساء بالرجال.

ولأن الأحاديث دائرة الآن في مصر عن التحرش، بسبب القضية التي فجرها أحمد بسام الطالب الذي كان ملتحقًا بالجامعة الأمريكية في عام 2018، واتهامه بالتحرش واغتصاب نحو 100 فتاة، ظهرت حملات كثيرة من النساء تدعو إلى قصّ ما حدث لهن من تحرش وعدم السكوت عن حقوقهن.

الغريب أن هناك حملة مضادة ظهرت مؤخرًا تحت اسم "قاوم" تزعمها الرجال، الذي يقصون حكايات التحرش بهم من فتيات، وتعرضهم للابتزاز الجنسي على أيديهن، وأنهم شعروا بالظلم لأن المجتمع ينظر للتحرش بالفتيات فقط وليس الرجال.

- الابتزاز

خالد.م، 21 عامًا، شاب تعرض للابتزاز الجنسي من فتاة تعرف عليها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وتوطدت العلاقة بينهما وبدأت الفتاة تطلب منه أن يرسل لها صورًا خاصة به حتى تتعرف عليه بشكل أكبر وستقوم هي بذلك أيضًا.

يقول: "كنت ببعت أحيانًا صورًا عارية لنفسي في غرفتي على أساس إنها ستقوم بذلك هي أيضًا، إلا أنني فوجئت عقب يومين بإنها تقوم بتهديدي بتلك الصور وإنها ستنشرها وتفضحني على الإنترنت، إذ لم أقم بإرسال مبلغ 20 ألف جنيه لها".

رضخ بالفعل خالد لتلك الفتاة المبتزة، وقام بإرسال نصف المبلغ فقط والذي استطاع تحصيله من أصدقائه ومعارفه: "لم أستطع إبلاغ أحد بما حدث خوفًا من الفضيحة، إلا أنها ظلت تبتزني لفترة طويلة من أجل الحصول على باقي الأموال، لكنني لم أعطها شيئًا آخر وقمت بحظرها ولا أعرف هل نشرت الصور أم لا".

يرى الدكتور محمد مهدي، استشاري الطب النفسي بالأزهر، أن التحرش بالرجل أكثر قسوة من النساء، لأن اعترافه بذلك في مجتمع شرقي يهز ويقلل من رجولته ويعتبر جرحًا لكرامته، مشيرًا إلى أن ذلك سبب رئيسي في عدم وجود حملات تناهض التحرش بالرجال.

يوضح لـ"الدستور" أن عدم تصديق المجتمع لفكرة وجود نساء يتحرشن بالرجال يضعف من حجم الظاهرة، لأن النساء هن الأضعف وغالبًا لن يتم تصديق الرجال إذا ما وجه اتهامًا للمرأة بالتحرش به: "سيعاني من وصم اجتماعي دون الوصول إلى شيء".


سامر: لم يصدقني أحد

سامر.ع، 31 عامًا، تعرض للتحرش الجنسي من إحدى زميلاته في مدرسته الإعدادية المشتركة، والتي ما زالت تسبب له ألمًا نفسيًا إلى الآن: "ليس شرطًا أن الضحية تكون فتاة، وليس شرطًا أن يكون الجاني هو رجلًا في بعض الأحيان تنقلب الآية".

يضيف: "تعرضت لتحرشات جنسية من فتيات في إعدادي وجامعة، في الإعدادي قمت بالإبلاغ عن الفتاة التي تحرشت بيّ إلى مديرة المدرسة، وطالبت بحقي، وتم فصلها من المدرسة، وأقاموا نوعًا من التوعية لفترة عن التحرش الجنسي وأضراره".

يوضح أنه في الجامعة حين تعرض للتحرش اللفظي من إحدى الفتيات تجاهل الأمر في البداية، لكن ذلك جعلها تتجرأ أكثر وقامت بالتحرش به جسديًا: "وقتها لم أستطع السكوت وقمت بالاعتداء بالضرب عليها، أمام طلاب الدفعة، وفي النهاية تم معاقبتي بحرماني من العام الدراسي لأن أحدًا لم يصدق أنها تحرشت بي".

- 9 % من الرجال تعرضوا للتحرش

بالتأكيد لا يوجد إحصاء رقمي بشأن وقائع التحرش بالرجال في مصر سنويًا، إلا أنه في عام 2013 نشرت وحدة الدراسات الاجتماعية لمركز حماية المجتمع، التابعة للمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، دراسة صادمة قامت فيها ببحث ميداني.

البحث شمل ألف رجل نسبة 9% منهم تعرضوا لتحرش جنسي من نساء، و4% من الرجال اضطروا لإقامة علاقات جنسية خارج إطار الزواج بناءً على ضغط من سيدات كن معظمهن مديرات أو مالكات للشركات، التي يعمل بها الرجال، و23% من الرجال تم التحرش بهم على يد مطلقات أو أرامل.

حامد. ن، 29 عامًا، شاب آخر تعرض للتحرش الجنسي في صغره بمرحلة الإعدادية، يقول: "مدرستي الإعدادية بنين، كان في مواجهتها مدرسة ثانوي للفتيات، وتعقبتني إحداهن دومًا خارج من المدرسة وكانت تظل تبتسم لي وتلقي نظرات وتطلق صافرات كي انتبه لها".

يضيف: "وفي إحدى المرات تعقبتني أثناء عودتي إلى المنزل وطلبت مني الذهاب معها إلى منزلها، فلا يوجد به أحد الآن، إلا أنني رفضت فحاولت التحرش بي جنسيًا، وبسبب صغر سني أمامها لم أتمكن سوى من الجري والهروب بعيدًا".

يوضح: "أبغلت أمي بسبب خوفي من الذهاب للمدرسة ثانية، وأمي أبلغت المديرة وتم فصل الفتاة في النهاية من المدرسة، بيد أن ردود الفعل كانت مخزية وكنت أعاني من نظرات زملائي تجاهي في الفصل، بعدما علموا قصة التحرش بيّ، وهي نفس المعاناة التي تلقاها الفتيات في الوقت الحالي".