رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طهروا مصر.. من شياطينها


يحدونى الأمل طويلاً فى غدٍ مشرق لمصر وأهلها، يصنعه شعبها، بعرقه وإيمانه، والتوحد صفاً ضد العنف والإرهاب، ودعاوى الجاهلية التى ترتد بنا إلى الوراء مئات السنين.. فمصر الأزهر، والوجه الأسمر، الذى يشق تربة أرضها، باذراً حبته بها، فتنبت بإذن ربها،

ورياً من نيلها، ثمراً طيباً، لنا فيه ما نسأل من الله الذى رعاها وحفظها على مدى قرون طويلة، رغم المحن والإحن التى كادت أن تعصف بها، فما وهنت أو ضعفت، بل كانت حائط الصد للهكسوس والتتار والمغول، ومازالت كما هى، صلبة أمام هبات الشرق والغرب، بعقيدتها الراسخة، بأن الله حاميها، رغم أنف الحاقدين.

يتخوف البعض من انتهاء حالة الطوارئ، التى انقضت مساء أمس الأول.. يخشون أن تصبح البلاد بعدها، نهباً للانفلات والتظاهرات، وتعطيل المصالح والجامعات، وهم الذين أوجعهم «وقف الحال» الذى أوصلتنا إليه طيور الظلام وخفافيش العتمة.. يخشون المؤامرة الأمريكية الجديدة، وأطرافها الخارجية، المخابرات التركية والقطرية، وأذيالها الداخلية، ممن يبدون استعداداً أن يكونوا بديلاً جاهزاً للإخوان، الذين رفضهم الشعب وزادت كراهيته لهم.. باتوا يتلفتون حولهم، بحثاً فى الوجوه عمن يمكن أن يكون عضواً فى هذا «الطابور الخامس» الذى جاءنا بليل، يخدعنا بالإخوة وتشابه السحنة وتماثل الجلدة، وهم ألد الخصام، لشعبهم وبلدهم، وكأن غسيلاً للدماغ قد أُجرى عليهم، أفرغ ما فيهم من نخوة المصرى وغيرته على حرمات بلاده.

لم أعد أستبعد وجود هؤلاء، ولم أعد فى دائرة الشك، بين أن يكون الكلام حقيقياً أو موضوعاً عليهم، بعد ما كان من البرادعى، الذى كما جاء إلى مصر دون سابق إنذار، نفض عن كاهليه عباءة الوطنية التى سبق وارتداها، وغادر أيضاً دون سابق إنذار.. لم أعد أستغرب، وأبو مازن يروى ما أخبره به جنرال إسرائيلى متقاعد، من أن حل الرئيس المعزول محمد مرسى للقضية الفلسطينية، كان فى الأرض البديلة للدولة الفلسطينية، على مساحة 1600 كيلومتر مربع من تراب سيناء المروى بدماء المصريين، أو ما أكده الإخوة فى السودان عن وعده لهم بأرض حلايب وشلاتين، فما هذه الأرض التى تفرق الأشقاء؟!.

ومع هذا.. مازال الأمل يحدونى فى هذا الغد المشرق لمصر، لأن النار تجلى خبث الذهب، معدن الشعب المصرى، الذى لا يتبدى إلا فى الشدائد.. وهل هناك زمن مر على مصر «أغبر» من زمن الإخوان وتوابعه.. هذا الذهب - أقصد الشعب ــ هو الذى سيحمى مكتسباته، ومعه قواته المسلحة التى ما بخلت بشىء يمكن أن تقدمه لبلادها، إلا وفعلت، شهداء من بين جنودها ومصابين، حماية لحدود البلاد ومصالح العباد، وحفظاً للأمن من كل غادر فاجر، يهددها من الخارج، أو ينخر كالسوس فى الداخل.. ولربما جاءت كلمات اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، كالبلسم، يهدئ روع الخائفين من خائنة الخائنين، لأن شرطتنا مستعدة لأى خروج على القانون، بقوة وحسم.. وقبل الجميع، يبقى للجميع، من رفع السماوات بلا عمد، وقال فى كتابه العزيز «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».

غير أنى ممن يؤمنون بضرورة تطهير الذات لنفسها.. وأرجو أن يكون ما جاء بالبلاغ المقدم للنائب العام، تحت رقم 15714 لسنة 2013، غير صحيح.. إذ يطالب البلاغ بسرعة التحقيق فى ما قال أنه تزوير للإجراءات والمحاضر المحررة فى قضية مقتل هبة، كريمة المطربة ليلى غفران وصديقتها نادين، وصدر حكم بإعدام المتهم محمود عيسوى، لكشف الفاعلين الأصليين، والتحقيق مع نجل رئيس وزراء أسبق، وتكليف جهات سيادية أخرى بالتحقيق والتحري.. وكان أخطر ما فى البلاغ هو اتهامه لقيادات من الشرطة بزرع أدلة مادية فى مسرح الجريمة وتزويرها ضد المتهم. لقد آن الأوان أن تتطهر كل الأجهزة من رجس شياطين سكنوا بها طويلاً، وعاثوا فيها فساداً وإضراراً بالناس، أضاعوا الحقوق، وخربوا الذمم.. فإن ذلك سوف يُحسب للقائمين على تلك الأجهزة، ويبرهن للجميع على أن عهداً جديداً بالفعل، قد أشرقت شمسه على صباح مصر.

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.