رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى وش المدفع.. عمال النظافة يروون مخاطر عملهم فى ظل «كورونا»

عمال النظافة
عمال النظافة



يؤدى عاملو النظافة دورًا بطوليًا فى ظل جائحة فيروس كورونا، حيث يجابهون مخاطر التعرض للعدوى والإصابة بهذا الفيروس خلال عملهم، ورغم ذلك لم يتوانوا أو يتراجعوا لحظة عن أداء مهمتهم الصعبة، التى تكمن أهميتها فى الحفاظ على الصحة العامة للمواطنين والمظهر الحضارى للوطن.
«الدستور» التقت عددًا من العاملين فى مجال جمع القمامة، حيث تحدثوا عن طبيعة عملهم وصعوبته والمخاطر التى يتعرضون لها فى ظل انتشار «كورونا»، بجانب أبرز التحديات التى تواجههم فى هذا المجال.

محمد: معرضون للخطر بسبب انتشار النفايات الطبية فى الشوارع
قال محمد أحمد، ٢٩ عامًا، عامل نظافة فى منطقة فيصل، إنه يقدر حجم المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقه يوميًا للتخلص من النفايات والقمامة فى ظل أزمة فيروس كورونا، حيث يدرك أن عمله مهم للغاية ولا يجب التقصير فيه.
ويبدأ يوم «محمد» منذ الصباح الباكر، حيث يتجمع هو وزملاؤه فى منطقة العمل، ويستقلون سيارة النظافة، ثم يجولون بشوارع فيصل بحثًا عن القمامة والنفايات، للتخلص منها جميعًا فى أسرع وقت ممكن، حتى لا تصبح مصدرًا لنقل العدوى ونشر التلوث، وحفاظًا على أرواح المواطنين، خاصة أن هناك كميات ضخمة من النفايات الطبية التى تملأ الشوارع خلال هذه الفترة. وقال «محمد»: «حياتنا مهددة بالخطر من زمان.. ونتعرض للإصابة بأمراض كثيرة»، مضيفًا أنه «يعمل فى هذه المهنة منذ أعوام عدة، تعرض فيها للإصابة بأمراض مختلفة، فالقمامة دائمًا ما تتسبب فى نقل فيروسات وميكروبات إلى عمال النظافة، كونها مهنة خطرة لكن العاملين بها، لكنهم يدركون جيدًا مدى أهميتها، ويشعرون بفخر لما يؤدونه من دور لخدمة البلاد وجعلها تظهر بشكل حضارى». ووجه الشكر إلى الحكومة التى توفر لهم الكمامات الطبية وأدوات التعقيم اللازمة بشكل دائم، ليستخدموها قبل التوجه إلى عملهم صباح كل يوم، إلى جانب نشر تعليمات وأسس الوقاية اللازمة التى يجب اتباعها فى التعامل مع النفايات خلال هذه الفترة.

سيد: المواطنون يلقون الكمامات دون وضعها فى أكياس بلاستيكية
مهمة كبيرة يؤديها سيد شعبان، ٣٣ عامًا، عامل نظافة فى محافظة الجيزة، من أجل التخلص من النفايات الموجودة فى الشوارع خلال هذه الفترة العصيبة التى تشهدها البلاد بسبب فيروس كورونا، فهو يعمل بشكل يومى لمدة ٨ ساعات يقضيها فى التجول فى الشوارع وعلى المنازل لجمع القمامة، ووضعها داخل السيارة الخاصة بالجمع، حتى يتخلص منها نهائيًا.
ويشرح «سيد» طبيعة عمله، إذ يحمل حقيبة على ظهره يضع بداخلها القمامة الملقاة فى الشوارع، ثم يلقيها داخل السيارة، مضيفا أن «السيارة تضم عبوات التعقيم والتطهير، ويستخدمها قبل التوجه إلى عمله وبعد الانتهاء منه أيضًا، بهدف الحفاظ على نفسه والأشخاص الذين يتعامل معهم خلال فترة جمع القمامة».
وتذكر «سيد» إصابة زميله بفيروس كورونا الذى يعمل داخل محافظة القاهرة، قائلًا: «بصراحة التأمين الصحى تعامل مع حالته على الفور، وتم تحويله لمستشفى عزل وقرب يتعالج نهائيًا من المرض».
وأضاف: «الهيئة المسئولة عن العمال تتابع أحوالهم باستمرار، وتحول المصابين بأى أمراض إلى مستشفيات التأمين الصحى على الفور للتعامل معهم والإشراف على علاجهم». وتمنى أن يستشعر خوف المواطنين على عمال النظافة، معربًا عن حزنه الشديد لاضطراره لجمع الكمامات الطبية الملقاة فى الشوارع، والتى يلقيها المواطنون دون وضعها داخل أكياس بلاستيكية، مطالبًا إياهم بالانتباه لهذا الأمر، كونه يمثل خطورة بالغة على أرواح العاملين فى هيئة النظافة.



حسين: نتعامل دائمًا مع مصادر العدوى لكن الوضع ازداد صعوبة الآن
اعتاد حسين محمد، عامل نظافة بالجيزة، الذى يعمل فى تلك المهنة منذ سنوات طويلة، على الصعوبات والمخاطر التى ترافق ذلك العمل، معتبرًا أن عاملى النظافة معرضون للعدوى طوال الوقت، لكن زادت المخاطر عليهم مع الوباء العالمى. وأوضح أنه يتعامل بشكل مباشر مع مخلفات ونفايات تحمل ميكروبات وفيروسات مثل فيروس كورونا المستجد، مضيفًا أنه «كثيرًا ما يجد مخلفات الوقاية من كورونا فى القمامة دون عزلها ووضعها فى أكياس، ومع الأسف يجد نفسه قد أمسك بمخلفات قد تتسبب فى إصابته بالفيروس».
وتابع: «بنلاقى الكمامات والقفازات الطبية الناس رمياها فى الشارع على الأرض، والمفروض إنهم يكونوا عندهم وعى كافٍ بمدى خطورة هذا السلوك علينا، وأيضًا عليهم وعلى أبنائنا».
وذكر أن إلقاء مخلفات فيروس كورونا تحديدًا يشكل الخطر الأكبر عليه وبقية عمال النظافة؛ لأن إلقاءها فى الشارع أو فى أكياس القمامة يتسبب فى نقل العدوى بشكل سريع، مطالبًا بوضع المخلفات الخطرة فى كيس بلاستيك وربطه جيدًا حتى لا يتسبب فى إيذاء أحد.
سمير: نعثر على «الإبر» دون غطاء.. ونحتاج إلى سبل وقاية لحمايتنا
اعتبر سمير مجدى، عامل نظافة بالجيزة، أن الفترة الحالية هى الأخطر عليه وأفراد أسرته؛ لأنه يقضى طول النهار فى الشارع يؤدى عمله بتنظيف المنطقة التابع لها من أى مخلفات وقمامة، فيجد نفسه يزيل نفايات طبية وأدوية خطرة.
وأضاف «مجدى» أنه كثيرًا ما يجد الحقن والإبر الطبية دون غطاء والتى من الممكن أن تسبب له العدوى بالكثير من الأمراض حتى وإن لم يُصب بفيروس كورونا، متابعًا أن «أكثر ما يقلقه فى هذه الفترة هو إصابته بفيروس كورونا بحكم عمله ساعات طويلة من اليوم فى الشارع، بل وأن يكون سببًا فى نقل الفيروس لأفراد أسرته».
وقال: «إذا حدث هذا فسيتطلب الأمر نفقات علاج وأدوية قد لا أقدر على تحملها، وليس أنا فقط، بل هناك نماذج كثيرة مثلى». ووصف عامل النظافة دوره فى تلك المرحلة بأنه لا يقل أهمية عن أى مهنة أخرى، بل يعتبر عمله من أهم المهن، لأنهم يضحون بحياتهم من أجل تنظيف الشوارع من المخلفات التى قد تحمل الأمراض والفيروسات، مطالبًا الدولة والحكومة بالنظر إلى عمال النظافة وتلبية طلباتهم واحتياجاتهم، كذلك الاهتمام بسبل الوقاية لهم.

نقيب الزبالين للمواطنين: تخلصوا من المخلفات بشكل آمن.. ولم يتوان أحد عن أداء عمله

كشف شحاتة المقدس، نقيب الزبالين، عن أنهم استهانوا بقوة الفيروس فى بداية الأزمة، ولكن مع تفشى الجائحة وزيادة أعداد الإصابات بالمرض فى مصر على مدار الفترة الماضية أدركوا مدى خطورة الأمر، وبدأوا يتوخون الحذر أثناء مزاولة العمل. وقال «المقدس» إنه على الرغم من تفشى الفيروس لم يتوان جميع العاملين عن أداء عملهم، لأنهم على علم بمدى أهمية دورهم فى المجتمع، مشيرًا إلى أنهم على الرغم من مرورهم بكثير من الأزمات مثل انتشار إنفلونزا الطيور والخنازير، إلا أن أزمة فيروس كورونا تعتبر الأصعب على الإطلاق. وأرجع ذلك إلى أنه لا يزال مصدر العدوى غير معروف وكذلك طرق الوقاية، معلقًا: «غالبية الناس واخدة احتياطاتها ولكن بردو بيسجلوا اشتباه وإصابة بالفيروس».
وناشد الحكومة توفير مستلزمات وقائية لعمال النظافة والزبالين، وأهمها الكمامات والقفازات الطبية خاصة فى ذلك الوقت الحرج، حتى يتمكنوا من عبور الأزمة بأقل خسائر ممكنة. كما طالب المواطنين بالتخلص الآمن من المخلفات الخطرة خاصة الأدوية والكمامات بشكل آمن، بوضعها فى أكياس حتى لا يفتحها عامل النظافة، أو يضطر إلى الإمساك بمخلفات تشكل خطرًا كبيرًا على حياته هو وغيره.

مسئول جمع: الدولة وفرت لنا كمامات طبية وعبوات كحول
قال مدير الجمع بالأجر فى هيئة نظافة وتجميل الجيزة، أحمد السيسى، إن الحكومة وفرت جميع أدوات الوقاية والتعقيم الخاصة بفيروس كورونا لعاملى النظافة التابعين للهيئة، من كمامات طبية وعبوات كحول تكون معهم داخل السيارات بشكل يومى، لحمايتهم من خطر الإصابة بعدوى المرض.
وأضاف أن عمال النظافة ليسوا فقط مسئولين عن جمع القمامة فى الشوارع، بل إنهم يتخلصون من نفايات المستشفيات أيضًا، لتكون الإجراءات الوقائية فى ذلك الحين أكثر شدة، فالسيارات التى تتجه إلى المستشفيات يتم تعقيمها بشكل جيد قبل وبعد التخلص من النفايات الطبية. وتابع: «العمال يستخدمون القفازات والكمامات الطبية قبل التعامل معها حتى لا يصيبهم مكروه»،.
وذكر أن «العمال يواجهون خطرًا كبيرًا فى جمعها والتخلص منها، لكنهم لا يستطيعون تركها فى الشارع حتى لا يتعرض المواطنون لأى أذى»، مشددًا على أن «جميع العاملين بالهيئة يخضعون للتأمين الصحى، ويتمثل دوره فى علاجهم من أى مرض قد يتعرضون له أثناء العمل، وفى حالة تعرض أحدهم للإصابة بالفيروس يتم تحويله على الفور إلى أحد مستشفيات العزل الصحى، وإخضاعه للعلاج حتى يتعافى تمامًا من المرض».

«نظافة وتجميل القاهرة»: نقل فورى إلى المستشفى لأى عامل تظهر عليه أعراض المرض
رأى أمين عليوة، المسئول عن الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة، أن عامل النظافة جندى مجهول فى الشارع وأكثر عرضة للإصابة بخطر الأمراض والميكروبات والأوبئة وليس فقط فيروس كورونا.
وقال: «الأطباء والممرضون لديهم الخبرة الكافية لوقاية أنفسهم أثناء عملهم مع هذه الأمراض، إلا أن عمال النظافة ليست لديهم هذه الخبرة ويتعاملون معها مباشرة، ومع هذا يؤدون دورههم كاملًا وبأقل الإمكانيات الممكنة».
وأضاف: «الهيئة لا تؤدى إلا دورها المنوط بها فى الحفاظ على البيئة الجمالية للمحافظة، فهى هيئة خدمية عامة لا يمكن إيقاف عملها، واستمر عملنا سواء داخل الهيئة أو خارجها منذ انتشار فيروس كورونا».
وذكر أن الهيئة اهتمت بتوفير الوقاية الكاملة للعاملين بها، من خلال توفير الكمامات والقفازات الطبية التى تحتمل العمل الشاق، لا التى تُقطع وتُخدش بسهولة؛ حفاظًا على حياة العاملين أثناء عملهم، وكذلك توفير المطهرات والمعقمات والملابس الواقية التى تناسب عملهم.
وأشار إلى أن الهيئة وفرت أجهزة قياس درجات حرارة وتم توزيعها فى أماكن التمركزات للعاملين على مستوى القاهرة كلها؛ لمداومة قياس درجة الحرارة بالنسبة للعمال والمشرفين، وكذلك توفير الأجهزة للعاملين داخل الهيئة، لافتًا إلى أنه فى حالة إصابة أى عامل بتعب حتى لو كان طفيفًا يتم نقله فورًا إلى المستشفى للاطمئنان على صحته وتوفير الرعاية الكاملة له.