المشاهد المنسية (5).. البحث عن فضيحة شخصية لـ أحمد زكي

"رغم كل شيء إلا أنني عشت لحظات ألم وأيام سعادة، ما حدث جعلني أفخر أنني من الوسط الفني، ما حدث جعلني أدرك كم هي جميلة مشاعر الناس".. هذا ما رواه الفنان أحمد زكي إثر تعرضه لحادث عن شعوره في حوار لجريدة "الأهالي" 1990.

وقال الفنان الراحل إن مجموعة من الشباب الملتحي طرقوا بابه، فتصور أنهم سوف يعاقبوه على عمله بالفن، لكنهم قبّلوه، والتفوا حول فراشه وبدأو في قراءة القرآن، قال: "قفزت دموعي وحصلت وقتها على أجمل جائزة في حياتي".

بعد عودة الفنان الراحل من المستشفى، قرأ كل ما كُتب عن الحادث، قال: "بعد أن عدت لمنزلي وقرأت كل ما كتب جلست أضحك وأضحك، تصور أنني انقلبت بي السيارة وبعدها طارت الأخبار هنا وهناك، البعض حاولوا البحث عن فضيحة في الأيام الأولى، وبعد ذلك وجدت من يكتبون دفاعا عني ويقاتلون من أجلي".

حاول البعض تحويل الحادث إلى فضيحة، ووجهوا اتهامات للفنان أحمد زكي بأنه جعل من الحادث قصة طويلة عريضة، لكن في حديثه لـ"الأهالي"، قال: "هذا ما دفعني للضحك، انني لم انطق بكلمة ولم يحدث انني اتصلت بأي جريدة لكي اكتب ولو خبر صغير عن الحادث، وكل ما حدث أن البعض اختاروا الإثارة وواجههم من اختاروا الموضوعية، فما دخلي أنا".

غادر الفنان أحمد المستشفى بعد أن وضعت قدمه في الجبس، واستحسن أن يخرج في السادسة صباحًا حتى لا يكون هناك مصورون، قال: "خشيت أن يقال أنني التقط لنفسي الصور واشتغل الحادثة للتأثير في قلوب الناس".

لم يكن الفنان أحمد زكي يرفض أن يقتحم حياته الخاصة أحد، لكن بشرط أن من يقوم بذلك يتحرى ويكتب الحقيقة.

حاول البعض تحويل الحادث إلى فضيحة، لكن الفنان أحمد زكي رأى أن وقع الحادث عليه كان جيدًا، لم يكن يتصور أن زملائه يحملون له كل هذه المشاعر الدافئة، فقد زاره جميعهم لأكثر من مرة، بالإضافة إلى المحبة الطاغية التي ظهرت من الجمهور، جعلته يبكي طويلًا.

كل هذه المشاعر دفعت الفنان أحمد زكي لنسيان المحاولات المغرضة في تحويل الحادث لـفضيحة، وقد حاول طوال الوقت إنكار وجود الفنانة نجلاء فتحي بعيدًا عن الموضوع، كي يبعدها عن النيابة والبوليس، قال: "لم يكن هناك سبب آخر يدعوني لإنكار وجودها معي في السيارة، فمن منا لا يصطحب معه في السيارة صديقته وزميلته وحين يتعرض لحادث يحاول إبعادها عنه حتى يحميها من الأسئلة وأقسام البوليس".