رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أين اختفت أدوية المناعة؟.. غرفة الدواء: 156 مصنعًا لزيادة الإنتاج

أدوية المناعة
أدوية المناعة

على مدار الفترة الماضية تحديدًا بعد انتشار جائحة "كوفيد 19" في مصر، أقبل الناس على شراء وتخزين الأدوية والعلاجات المناعية، مما تسبب في أزمة نقص أدوية بعينها في الصيدليات، وذلك بعدما ظهرت مؤشرات نجاحها في علاج فيروس كورونا المستجد؛ خوفًا من الإصابة به واعتقادًا منهم بأن هذه الأدوية هي طوق النجاة.

كشفت الغرف التجارية بأن هناك نقص في بعض أدوية تقوية المناعة مثل "فيتامين سي والزنك"، نتيجة تكالب الأشخاص على شراءها، على الرغم من أنه يمكن تعويضها ببدائل طبيعية من خلال تناول الفاكهة، وقد وصلت قيمة مبيعات الأدوية قرابة 30 مليار جنيه منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية شهر مايو الماضي.

بعدما أثبتت أدوية المناعة نجاحها في علاج فيروس كورونا المستجد، على رأسهم الأدوية التي تسخدم في علاج الملاريا والروماتويد، تم سحبها من الأسواق بمعدلات غير مسبوقة، وترصد "الدستور" في التقرير التالي ضحايا نقص الأدوية.

نهى محمود، ربة منزل، أكدت أنها تعاني من مرض الذئبة الحمراء وهو أحد الأمراض المناعية الذي يتطلب تناول عقار خاص بتعزيز المناعة مثل كلوركين، موضحة أنها منذ انتشر فيروس كورونا المستجد في مصر وتم اختفاء دواء المناعة الخاصة بها.

أوضحت نهى أنها بحثت عن الدواء وبديله في أكثر من صيدلية ولكن دون جدوى، مضيفة:" سألت في صيدليات كتير في مناطق مختلفة، وكل ما أدور يقولولي الدواء خلصان ومش موجود في السوق، الناس مش متخيلة حجم معاناتنا إيه، وإننا ممكن نموت فعلًا".

فيما أكد أحمد سعيد، ستيني، تاريخه المرضي على ضرورة تناول دواء مناعي، من أجل تقوية مناعة الجسم الذي أصبح عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض نتيجة ضعف الجهاز المناعي لديه، موضحًا أنه منذ تم الإعلان عن نجاح تجربة استخدام أدوية المناعة في علاج كورونا "كوفيد 19" وهي اختفت تمامًا.

يضيف سعيد: "قبل الفيروس كنت بشتري على قد احتياج الجرعة التي وصفهالي الطبيب المعالج، ومع بدء تفشي الفيروس في البلد اختفت في يوم وليلة، وبوصي كل أصحابي وقرايبي اللي يلاقي أي علبة من الدواء يشترهولي؛ لأن لو مخدتوش ممكن افقد حياتي".

عقارًا الهيدروكين والبلاكوينيل يحتويان على مادة فعالة يتم إنتاجها في مصر لعلاج الملاريا والروماتويد والذئبة الحمراء والأمراض المناعية الأخرى، قد اختفت من الصيدليات نتيجة سحبها بكميات كبيرة من قبل المواطنين، الذين يعتقدون أنها تقيهم من خطر الإصابة بفيروس كورونا.

اتساقًا مع ذلك كشف الدكتور محمد المغازي، صيدلي، أن أدوية المناعة تشهد اختفاءً غير مسبوقًا في الأسواق؛ مرجعًا سبب ذلك في سحبها بكميات عالية من قبل المواطنين الذين يعتقدون أنهم بتناول أدوية تقوية المناعة لن يصابوا بالفيروسات لاسيما فيروس كورونا المستجد.

أكد المغازي أن الأزمة بلغ ذروتها حين تم الإعلان عن استخدام أدوية المناعة في بروتوكول علاج الصحة لعلاج حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ملفتًا أن دواء بلايكونيل وبدائله تم سحبهم بكميات من جميع الصيدليات.

شدد الطبيب الصيدلي على عدم تناول أدوية المناعة دون وجود مرض يستدعي ذلك، وأنه من الأفضل تقوية وتعزيز جهاز مناعة الجسم من خلال تناول الخضراوات والفاكهة للشخص السليم الذي لا يعاني من أمراض، ملفتًا إلى مدى خطورة تناول تلك الأدوية دون استشارة طبيب.

طافت شيماء حسن، موظفة، على عدد من الصيدليات بحثًا عن دوائها التي تتناوله لتعزيز الجهاز المناعي لكنها لم تجده، تقول: "إحنا هنموت من جهل الناس مش من المرض؛ لأن المفروض أدوية المناعة مخصصة لعلاج حالات معينة، وممنوعة أصلا أن أي شخص ياخدها دون استشارة أو إشراف طبيب، فياريت الناس تسيبها للمرضى اللي ممكن يفقدوا حياتهم بسبب نقص الأدوية دي".

أضافت حسن، أن الطبيب أجبرها على تناول إحدى الأدوية المناعية بعد التعرض إلى وعكة صحية شديدة أجرت على إثرها عملية جراحية خطيرة، مستطردة أنه أصبح جهازها المناعي غير قادر على مواجهة أي أجسام خارجية قد تصيبها بالأمراض والفيروسات، لذا هي مضطرة لتناول الدواء المناعي.

في هذا الصدد كشف أحمد العزبي، رئيس غرفة صناعة الأدوية، أن السبب وراء نقص الأدوية والعلاجات في الصيدليات بالسوق المحلي هو إقبال الناس على شراء كميات من الأدوية وتخزينها؛ بسبب تفشي جائحة كورونا وخوفًا من الإصابة بالفيروس.

وأوضح رئيس غرفة صناعة الأدوية، أن وزارة الصحة قد كلفت مصانع الأدوية والتي يبلغ عددها الآن نحو 156 مصنعًا بزيادة سرعة انتاجية الأدوية لاسيما الأنواع، التي يتم استخدامها في البروتوكول الخاص بعلاج الفيروس المستجد.

فيما أكد رئيس غرفة صناعة الأدوية أن على الصيدليات الالتزام وفق التسعيرة المحددة للدواء، إذ أنه ليس من حق أي صيدلية أن ترفع أسعار الأدوية، مشيرًا إلى أنه سيتم توفير جميع أصناف الدواء في الأيام القليلة القادمة.

ومن جانبه أرجع مصطفى غنيمة، رئيس قطاع الطب العلاجى بوزارة الصحة، نقص الأدوية في الصيدليات بسبب قيام المواطنين بشراء الدواء وتخزينها بكميات، ما أدى إلى التسبب في أزمة نقص الأدوية بالصيدليات.

أما عن الأدوية بمستشفيات وزارة الصحة، فقد أكد رئيس قطاع الطب العلاجى بوزارة الصحة أنه ليس هناك نقص في أنواع الأدوية التي تستخدم في البروتوكول العلاجي لفيروس كورونا المستجد، موضحًا أن نقص الأدوية هي أزمة يوأججها الجمهور في الصيدليات.

توقعت شعبة الأدوية بالغرف التجارية وصول حجم مبيعات الأدوية إلى 80 مليار جنيه بنهاية العام الجاري بزيادة 10% عن العام الماضي.