رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية صورة.. «على فكرة يا سيد.. أنت اكتشاف»

سيد الوكيل وخيري
سيد الوكيل وخيري شلبي

نشر الكاتب سيد الوكيل صورة تجمعه بالروائي الراحل خيري شلبي، وعن حكاية الصورة قال الوكيل عبر تدوينة له بحسابه الشخصي في فيسبوك: "التقاط صورة هو محاولة للإمساك بالزمن قبل أن يفر من بين أيدينا. هذه الصورة تجسد لي هذا المعني، فبالنسبة لي، هذه الصورة ليست للذكرى الخالدة مع كاتب كبير مثل خيري شلبي، في الحقيقة، أنا لم أحب الاقتراب من الكبار أصلا. وكأنني أخشى أن أكون كبيرا. هذه ظاهرة نفسية لم أفهمها حتى الآن. ولكن هكذا أنا".

تابع "الوكيل": في عام 2008 كنت أمينًا عامًا ومقررًا لمؤتمر السرد الجديد، اختارت الأمانة العامة للمؤتمر الأستاذ خيري شلبي رئيسًا شرفيًا للمؤتمر. وكان عليّ أن أحمل إليه الدعوة بنفسي.

لم نكن قد التقينا من قبل في أي مناسبة، وكنت على يقين أنه لا يعرف عني أي شيء. هكذا كانت المهمة ثقيلة على روحي تملأني بالخجل والتساؤلات: كيف أطرق باب رجل بحجم خيري شلبي وهو لا يعرف من أنا؟ ماذا لو رفض الدعوة؟ أو ماذا لو أخذها من على باب الشقة وأغلق الباب؟

بحت بهواجسي إلى الصديق (محمد أبوالمجد) فضحك وقال: بالعكس.. هو ابن بلد وتربية حواري زينا.. عمومًا أنا جاي معاك.

اتضح لي أن علاقتهما وثيقة، حتى إن الحوار دار طوال الوقت بينهما، بينما لزمت الصمت وأنا جالس على جنب كزائدة دودية. استشعر أبوالمجد توتري، فبدأ يعرف خيري شلبي بي، وربما يبالغ في وصف محاسني، أما عم خيري فكان يهز رأسه في صمت. وفجأة قرر محمد أبوالمجد أن يلتقط هذه الصورة. وكان علينا أن نبتسم علشان الصورة تطلع حلوة.

اختتم "الوكيل" مؤكدا: هذا اللقاء لم يتكرر بعد ذلك أبدا، وربما لم نتبادل كلمة واحدة خلال أيام المؤتمر، لكن في نهاية المؤتمر ونحن نتبادل مصافحات الوداع، اقترب مني وقال: على فكرة يا سيد.. أنت اكتشاف.

رحم الله خيري شلبي، ورحم صديقي الغالي محمد أبوالمجد الذي أمسك بلحظة زمنية نادرة، ثم تركها لي ورحل..