محمد رجب..
محمد رجب.. قصة نجاح رياضي وعلمي بدأت من كرسي متحرك
محمد رجب، شاب مصري يبلغ من العمر 32 عاما، ولد بإحدى قرى محافظة الجيزة، أصابه ارتفاع حاد في درجة حرارة الجسم، عندما كان عمره عامين، وتم تشخيص الحالة بصورة خاطئة، وتناول علاجًا غير مناسب، فانتهى به الأمر إلى الإصابة بشلل الأطفال، وأصبحت حركته باستخدام كرسي متحرك.
عندما أصبح محمد مراهقا اعتبر مرضه هبة من ربه، وليس نقمة منه، فيرى أن الله سبحانه وتعالى يعوض الإنسان، ويبتلي كل فرد منا على مقدار احتماله، ولا يوجد شخص في العالم ليس لديه معاناة جسدية أو نفسية، منطلقًا من ذلك بفكرة أن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة العقل وليس الجسد.
قال "محمد" إن والده انفصل عن والدته عندما كان بعمر الخامسة، وكلاهما تزوج مرة أخرى، واصفا ذلك بأن والدته تخلت عنه وهو في أشد الاحتياج لها، موضحا أن زوجة والده كانت تعامله بقسوة وعانى من الإهمال والحرمان والجوع ليالي طوال ولكنه يعذر أمه رغم ذلك لأنه لم يكن من الممكن أن يظل شخص أعزب طوال العمر، مشيرا إلى في الريف يعيش الأبناء مع الأب بعد الانفصال وليس مع الأم، موضحا أنه عاش مع والده لمدة عشرين عاما، كان يزور والدته خلال هذه الفترة، حتى توفي زوج أمه وأصبحت وحيدة، وهنا يظهر بره بوالديه في قيامه بتقسيم وقته بينهما.
أضاف "محمد" خلال حديثه لـ"الدستور" أنه عمل أثناء دراسته في تصليح الدراجات الهوائية، كما جرب العمل في أحد مزارع الدجاج ولم يمنعه من ذلك جلوسه على كرسي متحرك، وعمل بائعا في أحد المحلات، ولم يشعر للحظة واحدة بالإعاقة الداخلية أو بالنقص، كما لم يخجل من طبيعة عمله، ونال حظا من الذكريات المريرة وتجرع قسوة متحجري القلوب الذين قالوا له مرارًا (أنت ملكش لازمة )، ولكنه تحدي هذا بل جعله حافزا للنجاح، وتمكن من حفظ القرآن منذ صغره، وكان يذهب للشيخ في معهد للقرآن وإذا تعطل الكرسي المتحرك استبدله بحمار.
حصل على ليسانس دراسات إسلامية وعربية بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف وهو أحد أوائل الدفعة، وكذلك حصل على منحة جامعة الأزهر لدراسة اللغة الإنجليزية من المعهد البريطاني للدمج بين الجانب الشرعي والعربي، وأحرز لقب الطالب النموذجي من جامعة الأزهر عام 2011 وتم تكريمه من قبل شيخ الأزهر وسفير بريطانيا، ويدرس حاليا بالدراسات العليا تمهيدي ماجستير بقسم الشريعة الإسلامية، ويعمل مدرسًا في معهد ثانوي أزهري، تم تعيينه من أوائل الخريجين.
مُنح "محمد" هذا العام لقب المدرس المثالي من المعهد الذي يعمل به ويقوم بإلقاء الندوات والمحاضرات الدينية والتثقيفية في المساجد والنوادي والجمعيات، كما أنه متطوع في أكثر من جمعية خيرية، ولم يترك ممارسة الرياضة فأحرز بطولة الجامعات في تنس الطاولة، وتمنى أن تصل رسالته وقصته لكل إنسان في مصر والعالم، موضحا أنه لا يوجد مستحيل وإن الإعاقة أمام استخدام الإمكانيات والقدرات لا وجود لها.